جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تحذيره من تعرض أي دولة عربية لهجوم أميركي، وقال: "إذا حدث ذلك سيترتب عليه موقف خطر جداً في الشرق الأوسط"، وشدد على أنه "لا توجد مبررات لضرب دولة عربية بدعوى مكافحة الإرهاب". وقال للصحافيين أمس إن القادة العرب سيبادرون إلى التنسيق إذا حدث هجوم على أي من الدول العربية، مشيراً إلى أن كل هذه الدول "ضد الإرهاب". وزاد ان "هناك فارقاً كبيراً بين وجود إرهابيين على أراضي دولة عربية وبين وصفها بأنها دولة ارهاب". وكان المندوبون الدائمون للدول الأعضاء في الجامعة عقدوا أمس اجتماعاً تشاورياً في مقر الأمانة العامة برئاسة موسى، عرض التطورات الاقليمية والدولية، والإعداد للاجتماع الوزاري الإسلامي في الدوحة، ومتابعة مسألة "الافتراءات على الإسلام والمسلمين والجاليات العربية في بعض الدول الغربية". ورداً على سؤال عن الموقف من عملية السلام وتأييد الجامعة لها والنتائج المتوقعة من لقاء الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز، قال موسى: "نرحب بكل ما تقدمه أميركا أو أي دولة لعملية السلام، وذلك سيؤدي إلى تقدم. لا يمكننا القول إن اللقاء لم يؤد إلى وقف العنف، ولكن إذا سارت الأمور في طريقها الصحيح ستكون خطوة جديدة في طريق السلام، وإن لم تكن كذلك، ستؤدي إلى مزيد من العنف". في غضون ذلك، زادت حدة الاعتراضات في الأوساط الشعبية والدينية في مصر، على هجوم اميركي وشيك يستهدف افغانستان. وتزامنت تظاهرات طالبية نددت ب"السياسات الاميركية المعادية للعرب والمسلمين"، مع تصريحات لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، اكد فيها ان "ليس من حق المعتدى عليه ان يهاجم دولة بأكملها، فيها أطفال ونساء ورجال، من دون ذنب". ولاحظ مراقبون تغيراً في موقف طنطاوي، الذي عقد مؤتمرين صحافيين خلال أقل من اسبوع، بعد الهجمات في واشنطن ونيويورك طرح خلالهما آراء عرضته لانتقادات في صحف المعارضة، كونه لم يعترض آنذاك في شكل واضح على الهجوم الاميركي المتوقع ضد افغانستان. واكتفى بعبارات حملت اكثر من معنى عن "عدم جواز الدخول في تحالف إلا لنصرة المظلوم". وتحدث طنطاوي مساء أول من امس في افتتاح الموسم الثقافي السنوي لوزارة الأوقاف، وقال ان "الدين الاسلامي يدعو الى التسامح والمحبة بين جميع البشر، ويرفض العنف والارهاب وقتل النفس التي كرمها الله". ودان "الحملة الشعواء من أعداء الاسلام الذين يصفون الدين الحنيف بأنه دين قسوة وقتل"، لافتاً الى ان المسلمين "كانوا في طليعة المستنكرين للجريمة البشعة التي تعرض لها الشعب الاميركي". وعلى رغم ان طنطاوي طالب المجتمع الدولي ب"معاقبة المجرمين الذين يثبت تورطهم بهذه الجريمة"، الا انه شدد على ان "ليس من حق المعتدى عليه ان يهاجم دولة بأكملها فيها أطفال ونساء ورجال آمنون، من دون ذنب". وأوضح ان الدين الاسلامي "أمر بمعاقبة الجاني دون سواه". وأمس نظم طلاب ينتمون الى جماعة "الاخوان المسلمين" تظاهرات حاشدة في الكليات الجامعية في محافظتي الشرقية والفيوم لدعم الانتفاضة الفلسطينية، لكن المسيرات تحولت الى الهجوم على السياسة الأميركية والاعتراض على ضرب افغانستان. واحرق الطلاب الذين منعتهم قوات الشرطة من الخروج الى الشوارع اعلاماً اميركية واسرائيلية، مرددين هتافات معادية للرئيس جورج بوش.