في عدد "الحياة" الصادر في 19/9/2001م، وفي زاوية "أضعف الإيمان"، وتحت عنوان "الحروب الصليبية" بذل الأستاذ داود الشريان كل ما في وسعه من اجل تبرير إشارة الرئيس الأميركي الواضحة الى أن حربه التي يزمع شنها ضد دول إسلامية هي حرب صليبية مقدسة. وحاول الأستاذ الشريان ان يدخل في روع القراء ان هناك ثلاثة معان لهذه العبارة. وأصر على أن المعنى المتداول لها في الغرب الآن هو "حركة قوية ومنظمة في سبيل امر ما أو ضده"، وأن الرئيس الأميركي لم يقصد إلا هذا المعنى بالذات! وإذا كان هذا ما يقصد الرئيس الأميركي قوله، فلماذا لم يشر الى ذلك وزير الخارجية الأميركي الذي صرح بأن ما حدث من رئيسه ما هو إلا زلة لسان؟ أو لماذا لم تعلق عليه وسائل الإعلام الغربية التي لم تشر الى هذه العبارة مرة اخرى أو تتوقف عندها بالنقد أو التحليل أو التبرير؟ هذا وقد أشار احد المراقبين العرب، اثناء حديثه الى إحدى محطات التلفزيون العربية، الى أنه بحث عن هذه العبارة في كلمة الرئيس فلم يجدها، يعني انها حذفت. ويدل ذلك على أن الرئيس الأميركي كان يقصد ان حربه المقبلة ستكون حرباً صليبية مقدسة، ولم يهدف الى المعنى الثالث للعبارة كما أورده الأستاذ داود الشريان. اما قول الأستاذ/ الشريان أنه أسيء فهم كلمة "كروسيد" مثلما يساء فهم كلمة "جهاد"...، فهذا تحامل مغرض، لأن الجهاد يعني الدفاع عن الأنفس والمعتقدات ضد الحروب الصليبية التي حاولت، ولا تزال تحاول السيطرة على بلاد المسلمين واستعمارها. الرياض - فرج الله أحمد يوسف.