ينتظر ان تبدأ السعودية، خلال الأسابيع المقبلة، اصدار بطاقات هوية للنساء بشكل رسمي. وابلغت مصادر مطلعة "الحياة" ان ادارات الاحوال المدنية، وهي الجهة المخولة إصدار بطاقات الهوية للمواطنين في السعودية، خصصت أدواراً منفصلة تماماً عن الاقسام الرجالية لاستقبال السيدات السعوديات، كما بدأت الجهات المختصة توظيف نساء وتدريبهن للقيام بكل الاجراءات اللازمة لإنهاء المعاملات والمراجعات، خصوصاً ان الاقبال سيكون كبيراً. ويتوقع من النساء الحصول على بطاقات الهوية الخاصة بهن. وتوقعت المصادر ذاتها ان يبدأ العمل في الاقسام النسائية في اعقاب شهر رمضان المبارك. وكان موضوع الهوية النسائية موضع نقاش في الاعوام الثلاثة الأخيرة على مختلف الأصعدة، وفيما رفض البعض فكرة اصدار بطاقة هوية للمرأة بحجة انها ستظهر صورتها وستعرضها لمواقف غير مستحبة، رأى تيار آخر ان من أبسط حقوق المرأة ان تكون لها هوية تُعرف بها وتستخدمها لإثبات شخصيتها خصوصاً ان السعودية أكدت حرصها على المرأة من خلال توقيعها على كل الاتفاقات الدولية التي تشجع على عدم التمييز ضد المرأة وتؤكد المحافظة على حقوقها. وفي الوقت الحاضر تسجل السعوديات في بطاقة الزوج أو الأب باعتبارهن تحت الولاية الشرعية وهي الوسيلة الوحيدة لإثبات هويتهن، ومع ان السعودية تحصل على جواز سفر، إلا أنه لا يعتبر رسمياً بمثابة هوية. ويتوقع ان تكون أولى فئات السيدات السعوديات اللواتي سيستفدن من بطاقة الهوية سيدات الاعمال السعوديات اللواتي يملكن نحو 3.4 في المئة من مجموع الشركات داخل المملكة، ويعانين من هذا الأمر نظراً الى ان عملهن يبقى رهن موافقة ولي أمرهن. وتشير التقارير الى ان هناك اكثر من 1600 شركة ومؤسسة مسجلة تملكها نساء سعوديات، وتتنوع نشاطاتها بين المقاولات والديكور والتجميل. وكان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أجاب عن سؤال يتعلق بإصدار بطاقة أحوال شخصية للمرأة في لقائه أخيراً مع رجال التعليم، بقوله ان الأمر بحث مع وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووعد خيراً "وهذه أمور صحيح حساسة لإثبات شخصية المرأة وان شاء الله سائرون فيها".