لم يقدم برنامج «8/ 14 ونحن» على شاشة «أل بي سي» جديداً في حلته الحديثة باستثناء تبديله اسم البرنامج وتسميته ب «أخبار ضدكم». فما قيل في بعض الصحف البيروتية، عن نفضة شاملة وكاملة وورشة عمل «قايمة قاعدة» تنفذها أسرة البرنامج الذي كان موفقاً جداً في اختيار تسميته السابقة «8 / 14 ونحن»، قاصداً فريقي 8 آذار و14 آذار السياسيين اللبنانيين و«نحن» التي فسّرت الجزء الثالث غير المنتمي من اللبنانيين، بدا هذا الكلام المنشور في الصحف كأنه دعائي فحسب، إذ جاءت الحلقات الجديدة امتداداً لحقاته السابقة التي تجاوزت ال 150. إذاً الجديد الوحيد الذي طرأ هو تسمية البرنامج ب AKHBAR.COM لتستخدم ترجمة ترجمتها بالمعنى العربي «ضدكم»، وهي فكرة طريفة، وكذلك أغنية المقدمة التي نظمتها وغنتها – كما العادة – ليلى اسطفان. لكن أغنية البرنامج الأول كانت أجمل وكذلك عنوانه، ولم تكن هناك ضرورة لتبديلهما (التسمية والأغنية) من أجل التغيير فقط أو ربما تماشياً مع دورة البرامج الجديدة للمحطة التي أطلقتها قبل فترة. أليس البقاء على القديم المتجدد دائماً أفضل كثيراً من وعد بجديد ولا جديد؟ فالقديم هنا هو فرقة «القوالين» المؤلفة من اسطفان واندريه جدع وبيار شماسيان، وهم من رموز مسرح القوالين الذي انطلق في لبنان منذ أكثر من 4 عقود مع من سبقهم من نجوم مثل ايفت سرسق ووسيم طبارة ومحمد شبارو. فريق البرنامج لم يزل قادراً – كما كان ولم يزل في «مسرح الساعة العاشرة» – على تقديم مادة جميلة وفكاهية بعيدة من الإسفاف والرتابة، وينتظرها الصغار قبل الكبار أسبوعياً، لأنه قادر على جذب الجمهور أكان من الذي اعتاد مشاهدته في المسرح أم من جمهور الأجيال الجديدة التي بدأت تتعرف إلى هذا الفريق كما تعرف إليهم على الأقل جيلان سابقان من الشباب اللبناني عبر شاشة «أل بي سي» في زمن كانت تضع فيه الحرب أوزارها، وكانت إطلالتهم الفكاهية في سهرات رأس السنة تنافس سهرات الفنانين والمطربين. ولم يزل ذاك الجمهور ذاكراً لجوء «أل بي سي» إلى الفرقة نفسها لتعد لها ما يمكن تسميته اليوم «فيديو كليب» عن انتقالها من مبنى استردته الدولة إلى مبناها في أدما منشدين لها «مبروكة النقلة». وعلى رغم تبدل الزمن والحكام والوجوه وكذلك أوضاع المجتمع اللبناني، فإن فريق «القوالين» يثبت دائماً أنه قادر على مجاراتهم جميعاً بالنقد والمواقف المضحكة المبكية، من دون أن يكون في صف أحد أو متحاملاً على أحد، إنما هو ناقم على الأوضاع التي آل إليها البلد وأهله. وأجمل ما في الإطلالة التلفزيونية أن الإنسان المصاب بضيق الحال يغتبط أسبوعياً بإحضار مسرح القوالين عبر الشاشة الصغيرة إلى عقر داره... ليفرح ولو قليلاً.