توعدت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" اسرائيل امس بردّ "مؤلم"، انتقاماً لاغتيالها القائد العسكري ل"كتائب عز الدين القسام" محمود ابو هنود ومرافقيه. وجاء اغتيال ابو هنود عشية وصول "طاقم السلام" الاميركي الى المنطقة، بمثابة رد عملي من حكومة ارييل شارون على "الرؤية" الاميركية التي اطلقها وزير الخارجية كولن باول، بعد موافقة الرئيس جورج بوش عليها، داعياً الفلسطينيين والاسرائيليين الى التهدئة. راجع ص 7 وشيّع حوالى 80 ألف فلسطيني في الضفة الغربية جثمان ابو هنود ومرافقيه مأمون وايمن حشايكة في تظاهرة خلت من اي مظاهر رسمية فلسطينية، وردد المشيعون الذين حملوا المصاحف والبنادق والاعلام الفلسطينية هتافات تتوعد اسرائيل بالثأر لمقتل الشهداء الثلاثة. واصدرت "كتائب عز الدين القسام" بياناً جاء فيه ان ردها سيكون "موجعاً" و"ستدفع اسرائيل ثمن جرائمها بحق مجاهدينا". وأكد البيان "حق الشعب في الدفاع عن نفسه، وحق كتائبنا في الرد الموجع"، واضاف ان "ابطال القسام سيثأرون لدم الشهداء الابرار التي تسيل دفاعاً عن القدس وثرى فلسطين". وطالب المشيعون "كتائب القسام" باعداد سيارات ملغومة لتفجيرها داخل تل ابيب متوعدين شارون بالموت. وقال الناطق باسم "حماس" عبدالعزيز الرنتيسي "ان شاء الله سيكون هناك ردّ مؤلم للعدو المجرم". واستنكرت فرنسا عملية الاغتيال واعتبرتها "عملاً غير مسؤول"، واعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو امس ان "اغتيال محمود ابو هنود عمل في غير محله وعلى قدر كبير من المسؤولية في جو يتسم بتراجع العنف والاطراف مدعوة الى استئناف الحوار واضاف ان "عمليات الاغتيال مخالفة للقانون الدولي ونحن ندينها". ولم يصدر عن وزارة الخارجية الاميركية اي رد فعل ا ف ب على الحدث غير انها ذكّرت بأنها تعارض سياسة الاغتيالات الاسرائيلية "المحددة الاهداف". وصرح مسؤول في الخارجية طلب عدم الكشف عن اسمه: "نحن لا نعتقد بأنها امر جيد، اننا نعارض الاغتيالات المحددة الاهداف وقلنا ذلك بوضوح للاسرائيليين". واصدرت اسرائيل بياناً اعترفت فيه رسمياً باغتيال ابو هنود ومرافقيه متذرعة بممارسة الارهاب، وبأنه نفّذ وخطط لعمليات راح ضحيتها اسرائيليون كثيرون. كما اصدرت بياناً آخر اعترفت فيه بأن جيشها زرع العبوة الناسفة التي قتلت خمسة اطفال فلسطينيين في خان يونس، منذ يومين. ولم تكتف تل ابيب بعملية الاغتيال عشية وصول الجنرال انتوني زيني والمبعوث الرئاسي الاميركي وليام بيرنز الى المنطقة فتوغلت قواتها في بيت لاهيا الخاضعة كلياً للسلطة الفلسطينية واطلقت قذائفها على المدينة فأصابت المدرسة الاميركية. وكانت هذه المدرسة تعرضت الاسبوع الماضي لقصف مماثل ألحق بها اضراراً جسيمة.