سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شن حملة قاسية على صلاد حسن ودعاه إلى التخلي عن علاقته بحركة "الاتحاد الاسلامي". زيناوي ل"الحياة": الحرب على الارهاب حربنا ونتعاون مع أميركا وشبكة "القاعد ة" ناشطة في الصومال ومستعدون للمشاركة في مكافحتها
} قال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ان بلاده لم تتلق اي مساعدة دولية في حربها التي تخوضها على الارهاب منذ سنوات عدة، لكنه اشار الى ان هناك تعاوناً امنياً بين حكومته والحكومة الاميركة التي تقود تحالفاً دولياً لمكافحة الارهاب منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي. وشدد في حديث اجرته معه "الحياة" في اديس ابابا على ان شبكة تنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن موجودة في الصومال وزاد نشاطها منذ 11 ايلول الماضي. واشار الى ان الولاياتالمتحدة تحتاج الى التعاون مع اثيوبيا ومع الصوماليين إذا قررت محاربة الارهاب في الصومال، وان بلاده مستعدة للمشاركة في هذه الحرب. واعتبر ان حركة "الاتحاد الاسلامي" هو القوة الحقيقية وراء حكومة الرئيس الصومالي الانتقالي عبدي قاسم صلاد حسن. ودعاه إلى الاختيار: "اما ان يكون مع الارهابيين واما أن يكون ضدهم، اما ان يختار الاتحاد واما ان يقف مع بقية العالم غير الارهابي. لا يمكنه اختيار البقاء في الوسط، وهو لم يكن ابداً في الوسط بل كان دائماً مع الاتحاد. ولا اعتقد بأنه يتصرف بواقعية عندما ينفي اي علاقة بينه وبين الاتحاد". وهنا نص الحديث: ربما كانت اثيوبيا من بين أول الدول التي عانت من الارهاب في المنطقة وحاربته منفردة بدءاً بمحاولة "الجماعة الاسلامية" المصرية اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا العام 1995، مروراً بالتفجيرات التي نفذتها حركة "الاتحاد الاسلامي" الصومالي في بعض فنادق العاصمة. هل كنتم تتلقون دعماً دولياً كافياً في هذه الحرب؟ واين اصبحت حربكم على الارهاب؟ وهل ما زالت حركة "الاتحاد" ناشطة في اثيوبيا؟ - أبدأ بالشق الأخير من السؤال، واؤكد ان حركة "الاتحاد الاسلامي" موجودة في الصومال الآن، وقد تحاول التسلل الى الهضبة الاثيوبية، لكنها ليست نشطة في اثيوبيا كما كانت قبل خمس أو ست سنوات عندما حاولت اغتيال بعض الوزراء وتنفيذ عمليات تفجيرات هنا وهناك. لكن ثمة تقارير وردتنا حديثاً في الاسابيع الأخيرة عن تحركات كبيرة لها في المناطق الحدودية ونحن نراقب ذلك بدقة. وبالنسبة إلى الشق الأول من السؤال، فان الحكومة الاثيوبية لم تتلق في الماضي أي دعم دولي في سعيها إلى مكافحة الارهاب. ونحن سعداء الآن لأن العالم اقتنع بأن الارهاب ليس وسيلة مبررة لتحقيق المطالب. ونحن نعتقد في هذا الاطار بأن هناك مسألتين منفصلتين هما القضايا السياسية المشروعة والوسائل التي تستخدم لتحقيقها. وانا لا ادعو الى التزام النضال السلمي، ولا يحق لي ذلك بعدما أمضيت سنوات طويلة في العمل المسلح، لذلك أؤمن بأن هناك اهدافاً وظروفاً تستدعي القتال وتحتاج الى العمل المسلح. لكن هذه الاهداف يجب ان تكون في سبيل المصلحة العامة وان تحقق بوسائل مقبولة بخلاف الارهاب الذي لا يمكن ان يكون وسيلة مقبولة أياً كان الهدف. نحن إذاً لدينا مشكلة ايديولوجية مع الارهاب، وفي الماضي لم يتفق العالم كله معنا في هذا الامر، وبعضهم اعتبر الارهاب وسيلة مبررة للضغط على بعض الحكومات مباشرة او مداورة. وهذا امر خطير جداً، فهناك وسائل عدة لتحقيق اي اهداف او مطالب سياسية، والارهاب لا يمكن ان يكون الآداة التي يمكن ان تحقق تلك الاهداف والمطالب. إن الارهاب هو ايديولوجية الاحباط الذي يأتي نتيجة الفقر او القمع او لأسباب اخرى مشابهة. ونحن لا نبرره حتى وإن جاء نتيجة الاحباط، لكننا نؤمن بضرورة فهم جذوره وأسبابه واستيعابها. ونحن حاولنا محاربة ما نتعتبر جذور الارهاب في بلدنا. فعلنا ذلك أولاً بمكافحة الفقر على رغم اننا لم ننجح تماماً لكن جهودنا مستمرة في هذا الاتجاه. ثانياً حاولنا تقويض ايديولوجية التعصب بتشجيع التسامح الديني والاثني العرقي في مناهج التعليم وحاولنا تطوير الديموقراطية وتسهيل انخراط كل المجموعات في الحياة السياسية. الحرب على الارهاب ألا تعتقد بأن هذه المشكلة أكبر من اثيوبيا لوحدها وأنها تحتاج الى دعم دولي؟ وهل توافقون على المفهوم الدولي الحالي لمكافحة الارهاب؟ - الدعم الدولي لاثيوبيا في الماضي لم يكن ملائماً مقارنة بحجم المشكلة، ولكن هناك اليوم مفهوم دولي جديد لمحاربة الارهاب، لكنه يحتاج الى تحسين وصقل. فالارهاب لا يأتي من فراغ بل ينمو في محيط معين ولا يمكن سحقه عبر معاقبة الارهابيين فقط، بل من خلال تحصين المحيط الذي نشأوا في وسطه وأتوا منه. العالم ناشط الآن في محاربة الارهابيين لكنه لم يوجه الاهتمام الكافي لإستئصال جذور الارهاب في محيطه، وعدم القيام بذلك يعني حتماً ان قتل اي ارهابي سيؤدي الى حلول آخر مكانه. ومكافحة جذور الارهاب تتم بإزالة الفقر وإدارة البلاد إدارة جيدة وإحلال السلام. والحرب الدولية على الارهاب تحتاج الى تطوير، وتركيز اكبر على مكافحة جذور هذه الظاهرة. أما الرضع في اثيوبيا فهو الآن افضل مما كان قبل سنتين، سواء من ناحية اتباع سياسة لمكافحة الارهاب أوتنفيذها، لكننا لم نصل الى المستوى المطلوب بعد، وربما كان ذلك بسبب عدم حصولنا على الدعم الدولي الذي كنا نتمناه. فنحن لا نستطيع محاربة الارهاب لوحدنا، ولا يمكن أي دولة، مهما كانت قوية مكافحته بمفردها، هذه الحرب تحتاج الى جهد دولي. هل اتصلت بكم الحكومة الاميركية للمشاركة في التحالف الدولي لمحاربة الارهاب؟ وما هو مدى التعاون بينكم وبينها في هذا الشأن؟ - نعم اتصل بنا الاميركيون وقلنا لهم مرحباً بكم في الحرب على الارهاب، إذ لا يمكن الولاياتالمتحدة ان ترحب باثيوبيا بل ان اثيوبيا هي التي ترحب بها للانضمام اليها في هذه الحرب. وقلنا لهم اننا سنكون سعداء في العمل معكم ومع اي جهة آخرى سواء في ملاحقة الارهابيين او في مكافحة جذور الارهاب واسبابه. كما ذكرنا لهم اننا سنبذل اقصى جهدنا بمفردنا لمطاردة اي ارهابي، وعندما نشعر بأننا لا نستطيع تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، سنطلب مساعدة الولاياتالمتحدة او اي طرف آخر. إذاً لن نستعمل قضية الارهاب وسيلة للحصول على مساعدات من الولاياتالمتحدة. هذه حربنا وسنخوضها الى اقصى الحدود بمفردنا، لكننا سنطلب العون من اصدقائنا عندما نحتاج الى ذلك. التعاون مع اميركا هل طلب الاميركيون منكم تبادل معلومات عن "الاتحاد الاسلامي"؟ - نعم، إن تبادل المعلومات مع الحكومة الاميركية جانب أساسي في التعاون معها. وفي هذا الاطار زودناها كل المعلومات المتوافرة لدينا عن النشاطات الارهابية في اثيوبياوالصومال. قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان شبكة "القاعدة" التي يتزعمها اسامة بن لادن ربما لا تزال موجودة في الصومال. هل ستتعاونون او ستشاركون في حال قررت الولاياتالمتحدة ضرب هذه الشبكة في الصومال؟ - اولاً، نحن على يقين بأن تنظيم "القاعدة" موجود في الصومال. قد يقول الاميركيون انه ربما كان موجودا هناك، لكننا لا نقول ربما بل نعرف بالتأكيد ان هذا التنظيم موجود في ذلك البلد. ثانياً، ان المعلومات الاخيرة التي وردتنا من الاميركيين تقول انهم لم يتوصلوا الى قرار حتى الآن في شأن الصومال. ثالثاً، إذا اراد الاميركيون مكافحة الارهاب في الصومال فاعتقد بأنهم يحتاجون الى التعاون مع اثيوبيا وكذلك مع الصوماليين انفسهم. وسيكون ذلك عملاً جيداً إذا تم باسلوب ملائم، وسنكون سعداء بالمشاركة فيه. ما هو الاسلوب الملائم؟ - الاسلوب الملائم للقيام بذلك يكون من خلال التعاون مع الصوماليين وبقية دول المنطقة، وشرط عدم حصول خسائر بين المدنيين او الذين لا علاقة لهم بالارهاب لدى مطاردة الارهابيين وضربهم. ويجب الأخذ في الاعتبار المشكلة الجذرية هنا وهي عدم الاستقرار في الصومال. فهذا البلد نسيه العالم منذ سنوات طويلة. وإذا اردنا محاربة الارهاب فيه يجب ان لا يقتصر ذلك على مطاردة اسامة بن لادن او اتباعه، وهذا جزء من العملية كلها، لكن الجزء الاهم هو ضمان وجود حكومة مستقرة في الصومال. وإذا استطاع الاميركيون مطاردة الارهابيين بالتعاون مع الصوماليينواثيوبيا وغيرها من دول المنطقة، وإذا دعموا بقوة عملية التحول السياسي في هذا البلد عندها سينجحون وسنكون مستعدين وسعداء باللعمل معهم لمكافحة الارهاب في الصومال. إذاً انتم تدعون اميركا والمجتمع الدولي الى إحلال السلام في الصومال أولاً؟ - من دون ذلك لن تكون هناك اي مكافحة ناجحة للارهاب في الصومال. لكنني لا اعني بذلك انهم يجب ان يمتنعوا عن مطاردة بن لادن إذا لجأ الى الصومال، بل يجب ان يفعلوا ذلك. ولكن اذا ارادوا فعلاً مكافحة الارهاب هناك فيجب ان يفتشوا عن أسبابة وجذوره. الصومال وبن لادن هل تعتقدون بأن بن لادن قد يلجأ الى الصومال؟ - انا لا اعرف هذا الشخص، لذلك يمكنني القول ان محاولته اللجوء الى الصومال امر ممكن. لكنه اذا اتخذ هذا القرار سيكون شخصاً غبياً لأن الصومال أحد أكثر الأماكن خطراً على سلامته. ما هو حجم قوة شبكتي "الاتحاد الاسلامي" و"القاعدة" في الصومال؟ وهل صحيح انكم اطلقتم مئات من أعضاء هذين التنظيمين الذين اعتقلتموهم العام الماضي؟ - تمتلك حركة "الاتحاد الاسلامي" قوة كبيرة جداً في الصومال، وهي تستند الى نواة ضيقة محاطة بشبكة كبيرة وغير واضحة تماماً من الأنصار او المتعاطفين. أما تنظيم "القاعدة" فليس قوياً في الصومال لكنه موجود. ولدينا ادلة تشير الى ان نشاطه زاد بسرعة منذ 11 ايلول سبتمبر الماضي. أطلقنا بعض عناصر هذين التنظيمين، لكن جميع قادتهم والمسؤولين الاساسيين لا يزالون قيد الاعتقال. اقفلتم اخيراً مؤسسات صرافة واعتقلتم مسؤولين في مجموعة "البركات" هل كان ذلك جزءاً من التعاون مع الاميركيين؟ - اقفلنا مكاتب تابعة لمجموعة "البركات" منذ سنوات عدة قبل ان يكتشف الاميركيين احتمال ضلوعها في اعمال ارهابية. اقفلناها رسمياً في العام 1995 او 1996، بعد محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا العام 1995. اقفلنا يومها عدداً من المكاتب التي اشتبهنا بعلاقتها بمنظمات ارهابية، وكانت "البركات" من بينها. لكننا نعرف الآن انها وغيرها من المنظمات التي تتعامل مع منظمات ارهابية عادت لتعمل من غير غطاء رسمي عبر قنوات غير شرعية، فعمدنا الى اقفالها مجدداً. صلاد حسن و"الاتحاد الاسلامي" الرئيس الصومالي الانتقالي عبدي قاسم صلاد حسن أبلغ "الحياة" ان لا علاقة له ب"الاتحاد الاسلامي" الذي اعتبره منتهياً، ما هو رأيكم في ذلك؟ - لا أعتقد بأن صلاد حسن محق عندما يقول ان ليست لديه علاقات أو تحالفات جديدة مع "الاتحاد الاسلامي"، فالحقيقة ان "الاتحاد" هو القوة الرئيسية وراء وجوده على رأس السلطة. واذا كان ثمة تأثير لاقفال مجموعة شركات "البركات" الصومالية للحوالات المالية في العالم فان التأثير الاكبر كان في الصومال، خصوصاً على حكومة صلاد حسن. فهو لن يقنع أحداً بقوله ان لا علاقة له ب"الاتحاد"، لأن هذا القوة الحقيقية وراء حكومته، و"البركات" هي القوة المالية الرئيسية وراء هذه الحكومة. تلك حقيقة نعرفها تماماً كما يعرفها هو نفسه صلاد حسن. وكنا نأمل بأن تشكل تدريجاً حكومة تضم كل الاطراف في الصومال، وفي هذه الحال لا يحتاج صلاد حسن الى الاعتماد على "الاتحاد" لبقائه في السلطة. لكنه بدلا من ذلك، صار يعتمد أكثر فأكثر على هذه الحركة. ولذلك ارى ان الوقت حان كي يختار إما أن يكون مع الارهابيين وإما أن يكون ضدهم، إما أن يختار "الاتحاد" وإما أن يقف مع بقية العالم غير الارهابي. لا يمكنه اختيار البقاء في الوسط، وهو لم يكن ابداً في الوسط بل كان دائماً مع "الاتحاد". ولا اعتقد بأنه يتصرف بواقعية عندما ينفي أي علاقة بينه وبين "الاتحاد". التعاون مع عيديد هل تتعاونون مع رئيس "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" حسين محمد فارح عيديد على رغم انه استقبل في الماضي عناصر مسلحة من "الاتحاد" ومن "جبهة تحرير الاورومو" الاثيوبية المعارضة في مناطق خاضعة لسيطرته في الصومال؟ - نحن نتعامل مع الجميع بمن فيهم عيديد. وبمنتهى الصراحة اقول لك إننا مستعدون للعمل مع صلاد حسن إذا فصل نفسه عن "الاتحاد"، وسنكون عندئذ سعداء بالتعامل معه. القضية الوحيدة بالنسبة الينا هي هل عيديد مستعد للعمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة الآن بغض النظر عما فعله في الماضي أم لا. فإذا كان الجواب نعم فنحن مستعدون للتعامل معه واذا لم يكن مستعداً فنحن نتعامل مع الآخرين. ونحن نتعامل مع عيديد الآن وإذا تصرف صلاد حسن بالطريقة نفسها فليس لدينا أي مانع في التعامل معه. حكومة جديدة للصومال الرئيس صلاد حسن أمضى أكثر من سنة حتى الآن في السلطة، لكنه لم يستطع فرض سلطته على كل الصومال. هل تعتقد بضرورة إعادة النظر في عملية السلام في هذا البلد بصفتك مكلفاً ملفه من قبل "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد؟ - ما يحتاج إليه الصومال هو إعادة احياء عملية السلام والتوصل الى تشكيل حكومة وطنية تضم جميع الاطراف وتعيد بناء البلد. وهذا سيعطينا جميعاً، صوماليين واثيوبيين وغيرهم، اقوى آداة للاستقرار ضد الارهاب في المنطقة. وكل ذلك يعتمد على طريقة تصرف صلاد حسن. فاذا تصرف مثل حركة "طالبان" الافغانية ستحصل عندئذٍ مشكلة، ولكن إذا فهم ان اللعبة القديمة انتهت وان هناك لعبة جديدة يجب ان تبدأ فإنه يمكن اعادة احياء عملية السلام. وفي اجتماع "إيغاد" المقبل، آمل ان نحاول للمرة الاخيرة تركيز الجهود كي يلقى الصومال الاهتمام الدولي في ظل المناخ العالمي السائد الذي يسلط الاهتمام على دول مثل افغانستانوالصومال. هل مرد هذا الاهتمام إلى وجود "الاتحاد الاسلامي" في الصومال؟ - نعم، احياناً يمكن عملاً شريراً ان يكون قوة للتغيير نحو الافضل. وهذا كله يعتمد على طريقة استغلالنا المناخ الدولي. لذلك فان تشكيل حكومة وطنية شاملة في الصومال واحياء عملية السلام عامل اساسي في محاربة الارهاب في المنطقة. الانشقاق في الحزب الحاكم تعرض حزبكم الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي الحاكمة في اثيوبيا ضمن إئتلاف الجبهة الديموقراطية الثورية اخيراً لحركة انشقاق، كيف تعاملتم مع هذه الحركة ولماذا حصلت؟ - اولاً، ان ما حصل في السنوات العشر الاولى من حكم حزبنا هو ظهور مشاكل عدة مترابطة، أولها يتعلق بالرؤية حيال سبل حكم البلاد، إذ لم يكن هناك وضوح في هذا الشأن، بل ضبابية الى جانب تحفظات عن بعض المواضيع. وكانت تلك نواة التفسخ في حركتنا. ثانياً - وهذه نقطة متعلقة بالاولى - عندما تصل اي حركة ثورية الى الحكم تصبح عرضة للانهزام بسبب الحياة السهلة، خصوصاً إذا كانت تعاني من عدم وضوح في الرؤية. وهذان المصدران للتفسخ برزا بوضوح خلال النزاع مع أريتريا، ودخلنا في عملية صعبة خلال تلك المرحلة وبدأنا بمناقشة هذه القضايا. وعلى رغم ان تلك المناقشات ركزت آنذاك على موضوعي الحرب والسلم، بدا واضحاً لنا ان هناك صدعاً كبيراً في توجهاتنا داخل الحركة. وخلال النزاع مع أريتريا استطعنا المحافظة على وحدتنا ضد عدونا الخارجي. وعندما انتهى النزاع قلنا ان هناك قضية ملحة علينا حلها. وكانت الطريقة التقليدية بالنسبة الينا المناقشات. وبدأنا بالتصويت على تلك القضايا واي مسألة تنال تأييد الغالبية تتم الموافقة عليها ودعمها. لكن الاقلية لم توافق على القرارات التي توصلت اليها الغالبية داخل الحزب وانسحبت. وهكذا حصل الانشقاق في القيادة. لكننا حققنا امرين من خلال هذه العملية: اولاً، توصلنا الى رؤية اوضح بكثير عما كنا من قبل، خصوصاً في ما يتعلق بطريقة حكم اثيوبيا، وكذلك في السياسة الاقتصادية والعلاقات الخارجية. ثانياً، وربما الاهم الى حد ما، نجحنا في التأكيد ان حركتنا، بما في ذلك قواعدها الشعبية، هي التي تملك هذه الرؤية التي توصلنا اليها بعد سبعة شهور طويلة من المناقشات والجدال. إذ لم نكتف بحقيقة ان القيادة كانت مقتنعة بهذه الرؤية، بل توجهنا الى قواعدنا الشعبية لاشراكها في تلك الرؤية. ولذلك فان كل شيء هادىء الآن لأن لدينا رؤية واضحة وقاعدتنا الشعبية تعرف ماذ تريد وماذا سنفعل لتحقيقه. حوادث جامعة أديس ابابا هل كانت للاضطرابات التي حصلت في جامعة أديس ابابا علاقة بحركة الانشقاق؟ - لم تكن هناك علاقة مباشرة بين حال التفسخ والاضطرابات التي حصلت في الجامعة وانما تزامنت معها. إذ كانت لدى الطلاب مطالب عملية ومشروعة، ونحن كحكومة كان علينا تنفيذ هذه المطالب حتى قبل ان يطالبوا بها. وكان عدم تنفيذهه فشلاً نسجله على انفسنا. وعندما أثار طلاب الجامعة مطالبهم كنا منهمكين في مناقشاتنا الحزبية الداخلية، ولم نعر القضية الاهتمام الذي تستحقه، وفي الوقت نفسه استغل بعض القوى المعارضة الموضوع، وقلنا لهم ان هناك حدوداً لا ينبغي تجاوزها، فهناك فرق كبير بين الاحتجاج عبر الكتابة في الصحف وتنظيم التظاهرات، وبين نهب المحال التجارية. لذلك كان التدخل ضرورياً واوقفنا الامور عند حدها في الوقت المناسب. وبما أن صلب المشكلة كان الضعف في الحزب الحاكم، وهذا شيء تعاملنا معه وعملنا على اصلاحه، فان مشكلة الجامعة حلت. والوضع اليوم أفضل عموماً. ان الشعب اعطانا الفرصة لاثبات انفسنا في الحكم، وكل شيء الآن يعتمد على مدى نجاحنا في التواصل معه. وأنا آمل بأننا سننجح في ذلك، ولكن في الوقت نفسه ليست هناك اي ضمانات. النيل هل تستطيع التأكيد أن مشكلة استغلال مياه النيل بينكم وبين السودان ومصر حُلت نهائياً؟ وما هي أبرز ما حققته المحادثات الاخيرة بينكم في عهذا الشأن؟ - حققنا تقدماً رئيسياً وكبيراً جداً، في ما نسميه رؤية مشتركة إزاء النيل. فالمحادثات بيننا وبين مصر والسودان في شأن خطط تطوير استغلال مياه النيل للسنوات العشرين المقبلة تشتمل على حماية البيئة في اثيوبيا وحماية التربة فيها، وهذا من شأنه حماية التربة في مصر والسودان. اما في موضوع توليد الطاقة فاتفقنا على انشاء سدود عدة في اثيوبيا لتوليد الطاقة، وعلى ربط شبكتنا الكهربائية بشبكتي الكهرباء في السودان ومصر وتزويدهما الطاقة التي يحتاجون اليها. واتفقنا على تنفيذ مشاريع ري في اثيوبيا. وعلى رغم هذا التقدم الكبير فان هناك بعض المشاكل العالقة وانا آمل بحلها، ولكن ليست هناك ضمانات في العلاقات الدولية.