حفلت عروض أزياء شتاء 2001 - 2002 التي افتتحت في عاصمة الموضة باريس بمزيج من التجديد الواضح والتناقضات المتعمدة. وحرصت كل دار أزياء على إبراز اسلوبها الخاص. وعلى رغم الطابع الهادئ والفخم والجميل جسّدت المجموعات جانباً جديداً عنوانه الثراء، الذي ظهر عبر الدمج بين الشغل الفني الرفيع والتقاليد. في الوقت عينه يجري الحديث كثيراً عن بداية تغيير واضحة في خطوط "الهوت كوتور" ظهرت جلياً عبر عروض غاليانو وغوتييه التي حفلت بالعمل اليدوي الفخم المميز لعروض شتاء 2001. الخلق والتقاليد والخبرة، ميّزت هذه المجموعات، حتى باتت "الهوت كوتور الجديدة" لا تقتصر على نوعية المواد المستخدمة وأسعارها ولكن أيضاً على كمية العمل والجهد الموضوعة في القطعة من قبل دار الأزياء، والأمر كان واضحاً في فرادة الموديلات التي عرضت ما يبشر بعصر جديد لموضة "هوت كوتور" ذات روحية جديدة. اللون الأسود كان طاغياً على معظم المجموعات ورافقه اللون العاجيّ أحياناً، وواكبه الشفاف من الأقمشة والتول والشيفون المزينة بدورها بالريش والستراس والفرو. الألوان مستوحاة من موضة الخمسينات، ومنها الأحمر والبني والتوركواز للصوف الناعم والكنزات. والتأثيرات الإتنية لهذا الشتاء جاءت من الصين والتيبت ومنغوليا مع التطريز والشك. الفساتين القصيرة، والبنطلونات الضيقة وفساتين السهرة مستوحاة من موضة العشرينات والخمسينات. الاكسسوارات المزينة والرومنطيقية أكملت الموديلات، وكذلك الفرو والقبعات والحجارة الملونة التي تم وضعها كعقود وسلاسل وكأقراط في الأذنين. كلاسيكية متقدمة عكستها مجموعة أبراهام لشتاء 2001، المعروفة بتقنية الطبع الغنية، وقدمت الدار مجموعة رائعة قوامها الحرير، جامعة بين أفكار تقليدية ومعاصرة في دمج متوازن. والمعروف ان هذه الدار بالتعاون مع شركات اخرى طوّرت صناعة الألبسة الحرير في سويسرا وفرنسا وايطاليا تحت اشراف تقنيين متخصصين. بعض القطع تجمع بالطرق اليدوية الصعبة والدقيقة بين الحرير ومواد اخرى ثمينة. من جهته برز غليتر في الجينز، والساتان وجمع بين الأسود والعاجي والأبيض وألوان الشتاء المتنوعة، وكان الدمج الذي أقامه بين الأخضر والأسود رائعاً. العصرية والتقاليد جمعها في ذكاء فورستر ويلي، الذي أقام مشغله في باريس منذ عقود، وكانت عروضه لهذا الشتاء ناجحة جداً. من جهة أخرى، عرضت المجموعة في أسلوب مميز بالأسود والعاجي، اللذين ترافقا أيضاً مع الشفاف والبراق والمضيء. وبرز الأمر في التطريزات، والشيفون والتول والأزهار والألوان المتناقضة المترافقة مع أحجار السراس. وكانت مجموعته مطعمة أيضاً بالذهبي والفضي. النعومة المضيئة طغت هنا أيضاً، وبدا أن غليتر اعتمد في شكل واضح على الحجارة الكريمة والماس، وبرزت في مجموعته أيضاً التطريزات والأشغال اليدوية الرفيعة المستوى. من جهة أخرى، تميزت مجموعة جاكوب شلايبفر بنوع من التجريبية والعودة الى الجذور. وارتكزت صناعة أزيائه الى المواد الثمينة والموديلات المتجددة. المجموعة مستوحاة في معظمها من موضة العشرينات والثلاثينات ومن مصممين مثل بواريه، فيونيه، أو باتو، ومن موضة الخمسينات والستينات التي لا تزال ذات تأثير كبير على "الهوت كوتور" في أيامنا الحاضرة. تقدّم مجموعة شلايبفر لشتاء 2001 جملة من الأفكار، "نظرة الفرو" التي تستخدم الفرو الاصطناعي. تقنية "القص على اللايزر"، وهي الكلمة التي تعني استعمال الأورغاندي والحرير والساتان في شكل هندسي مطبوع. بوكيهات الازهار برزت في شكل رائع على أقمشة التافتا والساتان وكذلك النباتات الطويلة والورود ما يذكّر بحقبة الخمسينات.أما الألوان التي طغت لدى شلايبفر فهي الأسود والعاجي، إضافة الى ظلال الأحمر والأرجواني.