أفادت مصادر أصولية أن عشرات من الأصوليين العرب اعتقلوا خلال الأيام الماضية أثناء محاولتهم المرور عبر جمهوريات تابعة للاتحاد السوفياتي السابق. وقالت أن التحقيقات مع هؤلاء تحصل برعاية اميركية وتهدف الى كشف تفاصيل عن نشاطات تنظيم "القاعدة" وأسامة بن لادن. وذكرت المصادر التي تحدثت أمس من خارج مصر إلى "الحياة" في القاهرة ان آلافاً من "الافغان العرب" أقاموا لسنوات داخل الاراضي الافغانية وفضلوا الاقامة في افغانستان بعد انتهاء حرب المجاهدين ضد الاحتلال السوفياتي وصاروا جزءاً من البيئة المحيطة بهم بعدما تزوجوا من افغانيات من دون ان يرتبطوا بتنظيم "القاعدة" أو غيره من التنظيمات التي اتخذت من الاراضي الافغانية مسرحاً لنشاطها مثل جماعة "الجهاد" المصرية. وتابعت أن عشرات من هؤلاء استشعروا الخطر بعد الهجمات في نيويورك وواشنطن في أيلول سبتمبر الماضي، وحاولوا الرحيل من المدن التي كانوا يقيمون فيها إلا أنهم خشوا أن تفسر حركة "طالبان" التصرف على أنه خيانة فبقوا في منازلهم. ثم بدأوا الرحيل بعدما تخلت "طالبان" عن تلك المدن واحدة وراء الاخرى. وأوضحت المصادر ان كثيرين من هؤلاء ُقبض عليهم في نقاط حدودية. كما أوقف آخرون داخل بعض المدن ونقلوا الى مراكز الأمن حيث يخضعون للتحقيق. وكان القيادي البارز في جماعة "الجهاد" احمد سلامة مبروك الذي سلمته اذربيجان الى مصر وحوكم عام 1999 في قضية "العائدون من البانيا" كشف ان زعيم التنظيم الدكتور ايمن الظواهري اعتقل عام 1996 مع ثلاثة من مساعديه اثناء محاولته المرور عبر نقطة حدودية من داغستان، مشيراً الى أن الظواهري كان في طريقه من افغانستان الى اذربيجان براً للقاء قادة وعناصر من "الجهاد" كانوا يقيمون هناك الا أنه أوقف بسبب استخدامه جواز سفر مزوراً. واشار مبروك الى أن الظواهري بقي مع الثلاثة الاخرين نحو ستة شهور في السجن من دون أن تعلم السلطات المصرية بالأمر. ولم يُفرج عنه سوى بعد تدخل أسامة بن لادن. وتبين أن المسؤولين في داغستان لم يعلموا أن من يحتجزونه هو زعيم جماعة "الجهاد". وأشارت المصادر ذاتها الى ان "افغاناً عرباً" سلكوا دروباً صحراوية وجبلية في شمال افغانستان والقي القبض على بعضهم في اوزبكستان وتركمانستان. لكن آخرين تمكنوا من المرور عبر الحدود ومروا الى كازاخستان ومنها الى داغستان. وفي حين اعتقل بعضهم في داغستان، سقط آخرون في كلميكيا وانغوشيا واوسيتيا الشمالية واذربيجان. وأوضحت أن اذربيجان سلمت مصر خلال الشهرين الماضيين خمسة اسلاميين كانوا يقيمون على اراضيها، وان دولاً أخرى في البلقان عرضت على الاميركيين نتائج تحقيقات اجريت مع "افغان عرب" فروا من افغانستان، وتنتظر رأي الاميركيين في كيفية التصرف مع الموقوفين.