أثارت تصريحات ادلى بها السفير التركي في واشنطن فاروق لوغ اوغلو، عن احتمال معاودة انقرة النظر في موقفها من ضرب العراق في حال ثبوت تورطه بالاعتداءات على واشنطن ونيويورك، في 11 ايلول سبتمبر، صدى واسعاً في وسائل الاعلام التركية. واعتبرت تلك التصريحات اولى الاشارات التركية في اتجاه ابداء تعاون مع الولاياتالمتحدة في شأن الملف العراقي، مع تزايد الحديث عن احتمالات توجيه ضربة عسكرية الى العراق، بعد الانتهاء من الحملة على افغانستان. وكان لوغ اوغلو اكد عدم رضا بلاده عن ضرب العراق لأن ذلك من شأنه زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط. لكنه استدرك: "لا يمكن تركيا ان تتجاهل اي تطور جديد في حال ثبت في شكل قاطع تورط العراق بالاعتداءات في اميركا. فتركيا في هذه الحال ستعاود النظر في موقفها من العراق". ومعروف ان انقرة كررت مرات رفضها توجيه ضربات عسكرية الى هذا البلد، مذكرة بالاضرار المالية التي لحقت بها بسبب حرب الخليج الثانية، والتي اكد رئيس الاركان حسين كفرك اوغلو انها بلغت اربعين بليون دولار. ولفتت تصريحات السفير الانظار الى توقيتها، اذ جاءت بعد موافقة صندوق النقد الدولي على منح تركيا قروضاً جديدة بقيمة عشرة بلايين دولار، ليصل حجم الاموال التي وافق الصندوق على اقراضها لتركيا الى نحو 29 بليون دولار خلال هذه السنة. وقال لوغ اوغلو ان تركيا "عانت الكثير من الارهاب، لذلك تقدم كل ما بإمكانها لمساعدة واشنطن في محاربته". واعرب عن امله بأن ترفع اميركا مستوى علاقاتها مع تركيا من "درجة متدنية من العلاقات الاستراتيجية" الى علاقات استراتيجية كاملة، اسوة بالعلاقات مع بريطانيا وكندا واسرائيل. الى ذلك أجرت قناة "ان. تي. في" التركية لقاء مع الشريف علي بن الحسين الناطق باسم "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض اشار فيه الى ضرورة تعزيز التنسيق بين انقرة والمعارضة العراقية، من اجل التمهيد لعلاقات "حسنة" بين تركيا و"الحكومة العراقية المقبلة بعد اطاحة الرئيس صدام حسين". وفي بغداد أ ف ب قال رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني البرلمان سالم الكبيسي ان الاتهامات التي وجهها الاميركيون الى العراق بامتلاكه أسلحة بيولوجية "جزء من حملة لشن عدوان جديد" وهي "باطلة وكاذبة ولا أساس لها من الصحة وتقارير جواسيس اللجنة الخاصة المقبورة تؤكد خلو العراق من هذه الأسلحة". واضاف انه "حتى المجرم بتلر اكد في تقاريره ان العراق لم يعد يمتلك مثل هذه الاسلحة وان هذا الملف كان على وشك ان يغلق نهائياً". ورأى الكبيسي ان "هذه الحملة التي تتكرر بين فترة واخرى تهدف الى تهيئة الاجواء داخل اميركا وخارجها للعدوان على العراق بعد الانتهاء من افغانستان". وزاد ان "الادارة الاميركية تخرج مع اقتراب كل مناقشة داخل مجلس الأمن الدولي في شأن مذكرة التفاهم، بادعاءات كاذبة في كثير من الامور بهدف تهيئة الرأي العام لمخططاتها المعادية". واعتبر ان "ترديد هذه الافتراءات حالياً يهدف الى تهيئة الاجواء في مجلس الأمن من أجل ان يصدر قراراً معادياً للعراق". وقال انه "من الطبيعي ان يكون العراق الذي لا تلتقي مصالحه مع اطماع الاميركيين ومخططاتهم العدوانية في مقدم الدول المستهدفة مستقبلا".