اعرب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن انزعاجه الشديد لأحداث الشغب التي شهدتها شوارع العاصمة التونسية اثر نهاية مباراة الدور النصف النهائي من دوري ابطال افريقيا بين الترجي التونسي والأهلي المصري وانتهت بخروج الترجي من المنافسات. وفي اجتماع عاجل مع وزيري الداخلية والشباب والرياضة ثم مع الوزير الأول، اكد الرئيس بن علي على اهمية تجذير السلوك الحضاري والروح الرياضية، ودعا الى تشكيل لجنة وطنية للبحث في اسباب ظاهرة العنف داخل الملاعب وخارجها وبحث سبل معالجتها. وكانت شوارع العاصمة التونسية وخصوصاً منطقة حي الخضراء، شهدت اثر المباراة هجوماً غير مسبوق من بعض جماهير الترجي على الممتلكات العامة والسيارات الرابضة على قارعة الطريق وخلّفت اضراراً جسيمة، ولولا الوجود الأمني المكثف وحملة الاعتقالات التي طاولت اعداداً كبيرة من الجماهير الهائجة لحدثت الكارثة، خصوصاً ان ملعب المنزه سجل ليلتها رقماً قياسياً بحضور اكثر من 45 ألف متفرج. وفي الحقيقة ان لهذه الوقفة الرئاسية الحازمة اسبابها، فالرأي العام التونسي والجماهير الرياضية لم تودع بعد محاكمة اكثر من 38 شخصاً من احباء النادي الافريقي والذين دينوا بالسجن لمدة تتراوح بين 4 أشهر وستة من اجل احداث الشغب بالشارع الرئيس بالعاصمة التونسية اثر نهائي كأس الكؤوس الافريقية حين خسر الافريقي امام كايرز تشيفز الجنوب افريقي. وقد خلّفت هذه الاحداث اضراراً كبيرة في شارع باريس وأدت الى ايقاف اكثر من 500 شخص وإدانة 38 منهم تلاميذ وطلاب أسعفوا بتأجيل العقاب. وإذ نفهم حالة لاحباط التي اصابت الجماهير التونسية بعد خيبة الأفريقي والترجي، إلا ان احداث الشغب والعنف اثر المباراتين دفعت المسألة الى درجة الظاهرة المخيفة التي توجب معالجتها والبحث في اسبابها. من جهة اخرى، تسلم المدرب مختار التلياني قيادة الاطار الفني للترجي التونسي موقتاً بدلاً من المدرب الجزائري علي الفرقاني الذي كان لا بد من ان يرحل لإحداث هزة نفسية داخل اللاعبين والأحباء المحبطين، خصوصاً أن الجماهير تحمّله مسؤولية اول هزيمة للترجي منذ عام 1997 امام النادي البنزرتي و"انسحاب" الثاني من رمضان امام الاهلي المصري. ولكن الأهم من ذلك ان كل الجماهير التونسية سواء كانت ترجية ام افريقية ام صفاقسية لا حديث لها في سهراتها الرمضانية سوى عن "العين" التي اصابت كرة القدم التونسية وتقليب المواجع من هزيمة مضاعفة للمنتخب امام المغرب الى هزائم الترجي للأعوام الثلاثة الماضية من إسيك ابيدجان الى الوداد البيضاوي الى الاهلي المصري... وكأنه كتب على التوانسة ان يكونوا دائماً في المرتبة الثالثة بعد مصر ثم جنوب افريقيا حتى وإن كانوا الأوائل في الترتيب الدولي لكرة القدم العربية.