رفضت حركة "طالبان" تسليم معاقلها في ولاية قندهار إلى قادة القبائل أو المجاهدين الميدانيين السابقين، فيما اكد ناطق باسم حاكم ولاية هيرات اسماعيل خان ان قوات الاخير المنضوية تحت لواء تحالف الشمال توقفت عند تقاطع ثلاثة أقاليم على الحدود الغربية لولاية قندهار. وفي جلال آباد عاصمة شرق أفغانستان حيث يتوقع أن يكون العرب موجودين في منطقة تدعى "طورة بورة"، لا يزال القائد أول جان الموالي ل"طالبان" يحظى بقدرات عسكرية مهمة في ضوء سيطرته على لواء المدرعات التابع للمدينة، كما لا يزال يتحكم بثلث القدرات العسكرية في ولاية ننغرهار. ولا تجرؤ القيادات البشتونية التي دخلت الولاية حديثاً على مهاجمته بسبب خبراته القتالية، على رغم اتفاق بين هذه القيادات على تقاسم السلطة وتعيين حاكم للولاية يدعى حجي عبدالقدير، وهو أحد أشقاء القائد عبد الحق الذي أعدمته "طالبان" أخيراً، في حين عين القائد زمان قائداً عسكرياً للولاية. كذلك، لا يزال جلال الدين حقاني القائد العام لقوات الحركة يحكم سيطرته على ولاية بكتيا، انطلاقاً من معقله في خوست حيث قصفت القاذفات الاميركية اهدافاً عسكرية واصابت مسجداً اول من امس. وعلى رغم عدم انتمائه الى "طالبان" فانه لا يتوقع ان يبدل حقاني ولاءاته نظراً الى علاقته الوثيقة بأسامة بن لادن. وأبلغ "الحياة" سكان من منطقة جلال آباد قدموا الى باكستان، ان الولايات المحاذية للحدود الباكستانية تشهد حالاً من الفوضى وانتشار المجموعات المسلحة وتفشي السرقات. واثار ذلك قلقاً لدى شريحة شعبية فرحت بسقوط "طالبان" على أساس أنها كانت تقيد الحريات الاجتماعية. وقال احد الأفغان ل"الحياة" ان الوضع في المدن يعود الى ما كان عليه خلال فترة التنافس بين احزاب المجاهدين، ذلك أن كل مدينة تحكمها مجموعة ميليشيات. قندهار وأكد ناطقان باسم زعيم "طالبان" الملا محمد عمر ان الحركة قررت الدفاع عن قندهار وعدم الانسحاب منها. ونقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن سفير الحركة لدى باكستان عبد السلام ضعيف قوله ان "طالبان" ستدافع عن الولاية "حتى الرمق الاخير"، نافياً ان تكون لديها النية في الانسحاب منها. وفي وقت لاحق اعلن محمد طيب آغا الناطق باسم الملا عمر ان "قواتنا التي تضم آلاف المجاهدين موجودة في قندهار والولايات حولها وهم مصممون على الدفاع عن المدينةوالولايات المجاورة لها". وشوهدت مجموعات" تتحرك في اتجاه ولاية هيرات حيث خطوط التماس مع قوات الجنرال اسماعيل خان. وقال محمد افساري الناطق باسم خان ان مقاتلي الاخير وصلوا الى بلدة دالارام غرب ولاية هيرات الواقعة في مثلث تتقاطع عنده ولايات فرح ونيمروز وهلمند. وأضاف افساري: "ليس هناك خط امامي والوضع غامض جداً، لذا لا ننوي التقدم بعد". وكان خان تعهد اول من امس التقدم صوب قندهار واحتلالها اذا لزم الامر، على رغم معارضة قبائل محلية سيطرة قوة خارجية على الولاية.