شددت إسلام آباد إجراءاتها الأمنية لمنع المقاتلين العرب وعناصر "طالبان" من العبور إلى الأراضي الباكستانية. ونفى وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر ما ذكرته مصادر رسمية عن اعتقال بعض الأفغان العرب والمقدونيين والأتراك. جاء ذلك في وقت دفعت إسلام آباد بقوات ومعدات إلى الحدود مع أفغانستان. كما تحدثت مصادر عن نية أميركية لمساعدة باكستان في مراقبة حدودها مع افغانستان والتي يصل طولها إلى أكثر من 2500 كلم. لكن بعض المراقبين يستبعدون حصول أي تسلل، من افغانستان، في اتجاه الأراضي الباكستانية حالياً على أساس أنه لا تزال لدى "طالبان" مناطق عدة يمكن لمقاتليها اللجوء إليها. ويؤكدون ان باكستان تتخوف من تدفق بعض العناصر للعبث بأمنها وكذلك من تدفق مزيد من اللاجئين الأفغان، الأمر الذي دفع القوات الباكستانية إلى اغلاق حدودها. وافيد أن المبعوث الأميركي جيمس دوبينز سيغادر اسلام آباد اليوم إلى كابول لإجراء محادثات مع "تحالف الشمال" في شأن تشكيل الحكومة الموسعة، بعدما اطلع على المخاوف الباكستانية من غلبة التحالف على الحكم في افغانستان. وأكدت السفيرة الأميركية لدى باكستان ويندي تشيمبرلين أن جهود دوبينز تأتي دعماً لجهود المبعوثين الدوليين إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي وفرانسيس فيندرل. وفي إطار تشكيل الحكومة الموسعة في أفغانستان، تواصلت المحادثات بين وزيري الخارجية الايراني والباكستاني، وظهر تباين في المواقف اذ أن اسلام آباد تصر على تمثيل يتناسب مع حجم الغالبية البشتونية، فيما ترى طهران أن الموالين لها يديرون دفة الحكم في كابول الآن على غرار ما كانت تشعر به باكستان حين كانت "طالبان" في السلطة. أما الشارع الإسلامي الباكستاني فأصيب بالإحباط إزاء ما جرى لحركة "طالبان". وعقد "مجلس الدفاع عن أفغانستانوباكستان" اجتماعاً في إسلام آباد امس، تغيب عنه رئيس المجلس مولانا سميع الحق الموضوع قيد الإقامة الجبرية. ودعا المجلس الذي يضم أكثر من 35 منظمة اسلامية إلى التحرك احتجاجاً على الحرب الأميركية على أفغانستان وكذلك "مظالم تحالف الشمال بحق الشعب الأفغاني بعد دخوله الى العاصمة كابول". وفي اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" شن سميع الحق هجوماً عنيفاً على حكومة الرئيس برويز مشرف واتهمها بأنها "جاءت بأعدائنا من الهنود والروس إلى حدودنا"، في إشارة إلى علاقة "تحالف الشمال" بهاتين الدولتين. كما شهدت المدن الباكستانية أمس تظاهرات عارمة في المدن الباكستانية احتجاجاً على ما يجري في أفغانستان.