قال خبير نفطي رفيع ل "الحياة" ان روسيا يمكن ان تُعدل موقفها مطلع السنة وتقبل خفض صادراتها للمساعدة في رفع اسعار النفط اذا تراجعت الى مستويات اصبحت تُضر بمصالحها القومية. وذكر الخبير، الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان تزامن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى واشنطن ومساعي "اوبك" لخفض الانتاج رجح اعطاء ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش "ورقة ابقاء اسعار النفط منخفضة في وقت يواجه الاقتصاد الاميركي ركوداً ملموساً" بعدما كانت الولاياتالمتحدة اعطت روسيا مساعدات في الازمات. ورشح الخبير ان يستمر التعاون الاميركي - الروسي في مجال الطاقة وان يتمثل مستقبلاً في اعطاء الشركات الاميركية حصصاً من مشاريع ضخمة لتطوير الصناعة النفطية الروسية. لندن، فيينا، اوسلو - "الحياة"، رويترز - تراجعت اسعار خام القياس "برنت" و"سلة اوبك" و"الخام الاميركي" الى ادنى مستويات منذ ما يزيد على العامين وحذر الامين العام لمنظمة "اوبك" علي رودريغيز من ان الازمة الحالية في سوق النفط "اسوأ منها عام 1998" وقال ان الاسعار لن تُعدل قبل خروج الاقتصاد الدولي من الركود. وتوقع بقاء الاسعار دون الحد الادنى لآلية الاسعار على الاقل حتى الربع الاول من السنة المقبلة. في حين اعلن وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ان "اوبك" لا تنوي إطلاقاً خفض انتاجها في اول كانون الثاني يناير من دون تعاون الدول غير الاعضاء في "اوبك" راجع ص 12 مبدداً شكوك السوق النفطية في تصميم المنظمة. وابرز النعيمي اهمية التزام روسيا وتضامنها مع "اوبك" اليوم مشيراً الى انه لم يعد في وسع المنظمة السيطرة وحدها على السوق. وشدد على انه من المهم ان تعمل روسيا والسعودية معا لانهما الخاسران الرئيسيان حين تهبط الاسعار والرابحان الرئيسيان حين ترتفع. وكانت اسعار النفط تراجعت على جانبي الاطلسي وفي آسيا انعكاساً لفشل "اوبك" والدول خارجها في الاتفاق على سياسة انتاج وتصدير فعالة. وانخفضت اسعار الخام الاميركي الخفيف نحو تسعة في المئة اي نحو 1.93 دولار للبرميل تسليم كانون الاول ديسمبر الى 19.74 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك للسلع نايمكس بعدما تراجعت خلال جلسة التعاملات الى 19.55 دولار للبرميل وهو مستوى لم تبلغه منذ تموز يوليو 1999. وكانت الاسعار هوت في بداية التداول في بورصة النفط الدولية في لندن الى اقل من 18 دولاراً للبرميل اي بخسارة 75 سنتاً عن سعر الاقفال السابق، لكن السعر عُدل لاحقاً وارتفع الى 18.37 دولار للبرميل بعد ظهر امس. كذلك انخفض سعر "سلة اوبك" الى 18.09 دولار للبرميل لليوم 38 على التوالي اقل من سعر الحد الادنى للسلة. في المقابل وبين المستهلكين قالت مسؤولة في ادارة الرئيس جورج بوش: "ان خفضاً محتملاً لانتاج اوبك النفطي بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً قد يُلحق ضرراً بالاقتصاد الاميركي لكنه لن يكون كبير الأثر". واضافت القائمة بأعمال منسق ادارة معلومات الطاقة ماري هوتزلر: "انه قد يُخفض الاقتصاد الاميركي لكن ليس بحجم ضخم". وكانت هوتزلر تتحدث الى الصحافيين عن التوقعات الطويلة الاجل لادارة معلومات الطاقة للامدادات والطلب على الطاقة في الولاياتالمتحدة حتى سنة 2020 التوقعات ص 12. وقالت هوتزلر: "ان زيادة قدرها واحد في المئة في اسعار النفط العالمية ستخفض اجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة بنسبة 0.1 في المئة". في اوسلو قال وزير النفط والمناجم النروجي اينار ستينسنايس امس ان بلاده مستعدة لخفض انتاج النفط اذا تطلب الامر لتفادي انهيار الاسعار. وذكر: "اذا تطلب الامر من المؤكد ان النروج ستضطلع بجانب من المسؤولية عن استقرار اسعار النفط". ولم يصل الوزير الى حد تقديم اي تعهدات قاطعة. وقال: "الان تقل الاسعار قليلاً عن 20 دولاراً للبرميل... لكننا نريد ان نستبق اي انهيار لاسعار النفط ومن المؤكد اننا سنعمل لتفادي ذلك". ولم يوضح ستينسنايس عند اي مستوى سعري قد تتدخل النروج. واشار الرئيس المقبل للمنظمة ريلوانو لقمان الى ان الضغوط على اسعار النفط ستستمر حتى السنة المقبلة بسبب الاقتصاد العالمي الواهن. وقال: "في الوقت الحالي ومع كساد الاقتصاد الدولي وتدفق امدادات كبيرة من المنتجين خارج اوبك لا يمكن الا ان نشهد ضعف السوق". وسيتولى لقمان رئاسة "اوبك" في اول كانون الثاني المقبل. في موسكو قال ميخائيل خودروكوفسكي رئيس شركة "يوكوس" ثاني اكبر منتج للنفط في روسيا "انه من غير المنطقي للبلاد ان تخفض انتاج النفط بناء على طلب اوبك وان شركته لن تفعل ذلك الا بناء على اوامر حكومية".