تغسلنا أنوار رمضان... لتتوهج نفوسنا بالإيمان واليقين. وفي حياة هذا "الإنسان" أشياء عميقة، ينتشر وميضها في تجليات الروح، بعد ان كانت تقبع في زاوية من النفس تجترُّ ظلالاً كثيفة! وفي نفس هذا "الإنسان": بقع متناثرة... يغوص فيها بعض الأحزان والآلام، ويعاركها بعض الأفراح! إنها "بُقع" تزحف فوق ظلال أخرى تحجب ما يدور في الباطن! وإلى قلب هذا "الإنسان": تتسرب الرعشة بعض الوقت، لأن الإنسان عاطفي بطبعه... وهذه الرعشة هي: يقظة حسه الكاملة!
في حياة هذا "الإنسان": لسانه الخالي من العظم!! الكلمات تتحفَّز فوق هذا اللسان في محاولة من الإنسان ليجسد - بالكلمة - معاني كبيرة، أو يقتل معاني أكبر! لكن الظلال تتضخَّم في معايشة الإنسان... ظلال كثيفة، وظلال عميقة، وظلال دافئة... وكلها - في دنيا الإنسان - تُشكل هذه الحياة التي نعيشها، ونبدأها باللسان، ثم... ما تلبث أن تذوب، وتتلاشى... بما يسمى: النتيجة الطبيعية!
في حياة هذا "الإنسان": تعبير، واعتبار!! يتحول "التعبير" عند الواثقين والفاهمين، الى "اعتبار"! ويبقى "الاعتبار" بلا جدال: اكثر من سطوع وحقيقة... وذلك إذا أعطيناه فعل التركيز على "القيمة"، وفاعلية "الموقف"! وفي هذا "الاعتبار": يتبلور الإنسان بأفكاره، وبأعماله، وبقيمه، وبمواقفه... ليصبح: "الإنسان موقفاً"!! فما هي نسبة الذين احترموا "مواقفهم"؟!!
وفي حياة هذا "الإنسان": كان "الاعتبار" هو فلسفته طيلة سنوات، أو أيام عمره... ولعل هذا "الإنسان" قد باعد خطواته قفزاً وعدواً من اجل ان يصل الى ما يتطلع إليه، وإلى ما يؤكد على ترسيخه! ويكون ذلك كله بواسطة "التعبير" الملائم مع "الاعتبار" وعنه! وينحصر ذلك كله - احياناً - في توقعات الإنسان... وفي ما يلوح له كطلائع لكل خطوة يتقدم بها، أو يتقهقر! وتبقى "الحصيلة" التي اكتسبها، أو التي ارتطم بها... وحدها هي: الاعتبار!!!! و... نرتقب هذا "النور" كل عام... ندخل بضوئه الى أعماق صدورنا لننظفها من اشياء كثيرة علقت بها، هي شوائب من أنانيتنا، ومن أطماعنا، ومن ضعفنا الذي يحرضنا ان نكبر فوق الأشياء بأضعاف قدراتنا وأحجامنا! وفي شهر الخير والرحمة: تسبح قلوبنا بالدعاء للمسلمين في كل مكان... أن يرفع الله عنهم الغمة والهوان، ويعيدهم أبراراً، أحراراً، أقوياء بإيمانهم... و كل عام وأنتم بخير.