} يُعقد اجتماع فيينا الاستثنائي اليوم من دون اتفاق على خفض الانتاج مع دول غير اعضاء في المنظمة ويمكن ان يُسفر عن "التضحية بحصة لاوبك" من الاسواق الدولية مقابل رفع البرميل الى مستوى يراوح بين حدي السعر المستهدف. لندن، فيينا، ستافنجر النروج - "الحياة"، رويترز، واس - تراجعت اسعار خام القياس "برنت" في العقود التي تمت امس في بورصة النفط الدولية في لندن بعدما تلاشت الآمال بأن منظمة "اوبك"، التي سيعقد وزراؤها اجتماعاً استثنائياً في فيينا اليوم، ستستطيع التوصل الى اتفاق مع المنتجين من الخارج لخفض انتاجهم نحو 500 الف برميل يومياً على الاقل، مقابل مليون برميل يومياً تخفضها المنظمة، لتعديل الاسعار التي فقدت خمسة دولارات او اكثر للبرميل كمعدل وسط على مدار السنة. وعند ظهر أمس وفي عقود كانون الاول ديسمبر المقبل تم تداول البرميل عند مستوى 20.30 دولار انخفاضاً من 20.40 عند الفتح، وما لبث سعر الخام ان عُدل ارتفاعاً الى 20.50 دولار للبرميل عند الثانية بعد الظهر. الخفض لا يكفي وما ساعد في ابقاء الاسعار منخفضة تيقن الاسواق من ان اي خفض تقره "اوبك" لن يكون كافياً لتعديل الاسعار الى الحد المستهدف بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وما اثار شكوك الاسواق ما اعلنه وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي انه يأمل بان تخفض "اوبك" انتاجها بواقع 1.5 مليون برميل يومياً، لكنه اضاف: "لا بد من خفض الامدادات باجمالي مليوني برميل يومياً لكي تستقر الاسواق". وكان اجتماع النعيمي مع وزير النفط والطاقة النروجي اينار ستينسنايس انتهى امس من دون وعود بخفوضات انتاج فورية. مليونا برميل وقال النعيمي في مؤتمر صحافي: "اننا بحاجة لشيء في حدود مليوني برميل يومياً من الخفوضات وان اوبك ستسهم على الارجح بمليون ونصف المليون برميل واننا نتطلع لنحو 500 الف من المنتجين خارج اوبك". وحتى بعد ظهر امس لم تكن دول رئيسية في "اوبك" أظهرت قبولها بخفض الانتاج الى هذا المستوى. وقال وزير النفط الايراني بيجان زنقانه: "ان أي قرار تتخذه منظمة أوبك بخفض آخر في الانتاج النفطي يجب ان تقابله استجابة من المنتجين غير الاعضاء في المنظمة". وأبلغ الصحافيين لدى وصوله الى فيينا "نحن نحتاج الى مساهمة جادة من الدول غير الاعضاء في أوبك وأعتقد ان كل خفض من أوبك يجب ان تقابله مساهمة حقيقية من خارج أوبك ونتوقع ان يساعدنا اصدقاؤنا غير الاعضاء في المنظمة". وامتنع الوزير عن التعليق على الحد الادنى للمساهمة التي يطالب بها من المنتجين المستقلين. وقال "لا أود ان اذكر رقما لكننا نتوقع منهم ان يساهموا مساهمة جدية". الخفض الروسي قليل وكان الوزير النعيمي انتقد بشكل غير مباشر ما اعلن عن خفض طفيف للصادرات الروسية وبحد اقصى لا يتجاوز 30 الف برميل يومياً، وقال: "ان الخفض الروسي قليل جداً". في المقابل، قال وزير النفط والطاقة النروجي إنه لا يستبعد خفض الانتاج مستقبلا "اذا دعت الحاجة الى ذلك لمساعدة اوبك في دعم الاسعار". وقال ستينسنايس لرويترز: "لا أشير لأي شيء في الوقت الحالي لكني اشير الى اننا على استعداد للمساهمة اذا دعت الضرورة". وكان ستينسنايس، الذي تولى مهام منصبه الشهر الماضي، صرح بان النروج ليست لديها خطط حالياً لخفض انتاجها البالغ 3.1 مليون يرميل يومياً، خصوصاً أن الأسعار أعلى بكثير مما كانت عليه عندما قلصت النروج انتاجها عام 1998. وأكد انه اذا تحركت الاسعار بما يتطلب تحركاً نروجياً لتثبيتها "سنكون على استعداد للمساهمة من اجل تحقيق ذلك". وكانت النروج، اكبر مصدر للنفط بعد السعودية، وروسيا خفضتا الانتاج بمقدار 100 ألف و200 ألف برميل يومياً لمدة عامين حتى منتصف عام 2000 بعدما هوت اسعار النفط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل. تخمة في المقابل قال وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي الفارو سيلفا امس: "ان سوق النفط الدولية تعاني من تخمة في الامدادات تراوح بين 1.3 و1.5 مليون برميل يومياً وينبغي على اوبك والمنتجين من خارجها التعاون لخفض الانتاج بهذا القدر". وأبلغ سيلفا الصحافيين "هناك وفرة في المعروض بين 1.3 و1.5 مليون برميل يوميا ولذا فان هذا هو الحجم المطلوب خفضه بين اوبك والمنتجين من خارجها". واضاف: "تم احراز بعض التعاون في محادثات اوبك مع المنتجين من خارجها وذلك بموافقة بعض الدول على تثبيت مستوى الانتاج بينما وافقت دول اخرى على خفض انتاجها". خفض غير مشروط من جهة ثانية قال رئيس "اوبك" شكيب خليل: "ان الخفض المتوقع ان تقرره المنظمة في انتاج النفط غير مشروط بمساهمة منتجين من خارج المنظمة". واضاف: "أعتقد اننا سنعتمد على أنفسنا".