أكد مسيرو الاتحاد السعودي لكرة القدم في الكثير من الأحاديث والتصريحات الصحافية ان المدرب الوطني ناصر الجوهر سيشرف بنفسه على قيادة "الأخضر" في دورة كأس الخليج العربي التي تنطلق نسختها الخامسة عشرة في 17 كانون الثاني يناير المقبل في الرياض. وعلى رغم تأكيدات السعوديين بقاء الجوهر مدرباً للمنتخب، الا ان الصحف السعودية لا تزال تعلن يومياً عن مفاوضات يجريها الاتحاد السعودي مع مدربين عالميين كان آخرها ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن صحيفة "ابولا" البرتغالية ان مدرب المنتخب السعودي المقبل هو البرتغالي هومبرتو كويليو، وهو يأتي ضمن سلسلة من الأسماء تداولتها وسائل الإعلام السعودية بدأت بالارجنتيني دانيال باساريللا الذي التحق بتدريب بارما الايطالي، مروراً بالروماني انجيل يوردانيسكو المدرب الحالي للعين الاماراتي، وصولاً الى كويليو. ويذهب الكثيرون من النقاد الرياضين الى ان تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد لوسائل الإعلام قبل اسبوعين والذي اشار فيه الى ان اعلان اسم المدرب الجديد سيكون في خلال عشرة ايام وانه سيكون مدرباً عالمياً، هو الذي جعل الصحف السعودية تجتهد في تنصيب المدربين المقبلين بعد ان انقضت الأيام العشرة من دون اعلان هوية المدرب. واكدت مصادر مطلعة الى "الحياة"، ان الأمير سلطان بن فهد يقصد بالمدرب العالمي انه ناصر الجوهر، وان اعلان استمراره في منصبه مدرباً للمنتخب في كأس العالم المقبلة في كوريا الجنوبيةواليابان سيكون قريباً. ويذهب فريق آخر الى القول ان الاتحاد السعودي عازم على التعاقد مع مدرب عالمي فعلاً، وان الجوهر سيشرف على المنتخب في كأس الخليج ثم يتولى مساعدة المدرب الجديد في مهمته. ولا يستطيع احد التكهن بمعرفة هوية المدرب الجديد، خصوصاً انه عرف عن الاتحاد السعودي سريته التامة في مثل هذه الامور وتحديداً لجهة التعاقد مع المدربين، وكان آخرهم اليوغسلافي سلوبدان سانتراتش الذي فشل جميع المتابعين في تسميته مدرباً للأخضر قبل ان يعلن عنه نائب رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل في حينه، بل ان الصحف السعودية اكدت قبل اربع وعشرين ساعة من اعلان الاتحاد السعودي ان سانتراتش سيشرف على تدريب الهلال وليس المنتخب، لكن المفاجأة وقعت وتحول المدرب من تدريب "الازرق" الى "الاخضر". ولا يوافق انصار "الأخضر" توجهات المسؤولين في إسناد المهمة لمدرب اجنبي، ويعتبرون ان نجاحات الجوهر كفيلة بتقديم اللاعبين العروض الممتازة، فهم، اي اللاعبون، غير مطالبين بتحقيق كأس العالم، بل ان المطلوب منهم تقديم عروض ممتازة كتلك التي قدموها في مونديال 1994 في الولاياتالمتحدة، والجوهر قادر على قيادة اللاعبين الى هذه الغاية. وكان الجوهر حقق تميزاً واضحاً عند اشرافه على المنتخب في لبنان خلفاً للمدرب التشيخي ميلان ماتشالا، وقاده الى المركز الثاني خلف اليابان في بطولة كأس الامم الآسيوية الثانية عشرة... ثم أهّله الى التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال بعد ان حل في المركز الأول بفوزه في كل مبارياته، وتسجيله 30 هدفاً من دون ان يلج اي هدف مرماه. وساعد الجوهر سانتراتش في التصفيات الحاسمة، لكنه عاد مجدداً الى الواجهة بعد اقالة المدرب اليوغوسلافي. ونجح الجوهر في قيادة المنتخب الى المونديال للمرة الثالثة على التوالي. ويخشى السعوديون ان تتكرر مأساة كأس العالم في فرنسا عندما تولى البرازيلي ذائع الصيت كارلوس البرتو باريرا الإشراف على تدريب الأخضر وحقق نتائج مخيبة لآمال السعوديين، ثم اقيل بعد ان خسر مباراتين امام الدنمارك صفر-1 وفرنسا صفر-4، وتولى المهمة بعده السعودي محمد الخراشي، فتعادل المنتخب مع جنوب افريقيا 2-2 في ختام مباريات الأخضر في مونديال فرنسا. وتؤكد مصادر صحافية ان تغييراً كبيراً سيتم في الصفوف الفنية والإدارية والطبية للمنتخب السعودي بعد انتهاء منافسات كأس الخليج، بل ان البعض ذهب الى ابعد من ذلك عندما أكد ان التغيير سيحدث قبل البطولة المنتظرة وسيشمل الجميع باستثناء الجوهر.