عشية لقائه الرئيس جورج بوش، وجه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل انتقادات للإدارة الأميركية لتراجعها عن طرح مبادرة سلام جديدة في الشرق الاوسط، مشككاً بقدرة بوش على لعب دور الوسيط النزيه طالما لم يلتق الرئيس ياسر عرفات. وفي المقابل، اعلن تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للحملة العسكرية الأميركية في أفغانستان التي تهدف إلى تدمير تنظيم "القاعدة". وقال الامير سعود لصحيفة "نيويورك تايمز" ان "المحزن هو ان المطلوب لصنع السلام بسيط"، مضيفا ان الحكومة السعودية تشعر "بخيبة أمل تثير الغضب" ازاء تراجع اميركا عن وعدها. واضاف ان امتناع بوش عن الانخراط شخصيا في ايجاد تسوية سلمية نهائية بين الفلسطينيين واسرائيل "يجعل الانسان العاقل يفقد عقله". وجاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي بعدما أكدت مستشارة الامن القومي للرئيس الأميركي كوندوليزا رايس انه لا توجد نية لدى بوش للقاء عرفات في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. وذكرت مصادرديبلوماسية ل"الحياة" ان السعودية كانت تلقت وعداً من الادارة الاميركية بأن بوش سيلتقي عرفات في نيويورك. وقال الامير سعود ان الرئيس الأميركي ينبغي "ان يكون وسيطاً نزيهاً، وهو لا يستطيع ان يكون كذلك من خلال لقاء طرف واحد"، في اشارة الى اللقاءات المتعددة التي اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، علماً بأن الاخير رد دعوة اميركية للقاء بوش في نيويورك متذرعا بالوضع الامني في اسرائيل. وكان مقرراً ان يلتقي الامير سعود الرئيس بوش أمس للتباحث في تطورات الحرب ضد الإرهاب، إضافة الى أزمة السلام في الشرق الأوسط. وقال مصدر في البيت الابيض ل"الحياة" ان بوش كرر "اكتفاءه" بالجهود التي تبذلها السعودية للمساهمة في الحرب ضد الارهاب. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بحث مع بوش في موضوع ازمة الشرق الاوسط بعد جولته في المنطقة أخيراً. وقال مصدر ديبلوماسي غربي ل"الحياة" ان بلير عرض مع بوش افكاراً مطروحة في الاوساط الاوروبية وليست افكاراً بريطانية. واضاف المصدر ان الطرفين كانا متفقان على ضرورة عدم ربط الحرب ضد الارهاب بايجاد حل لازمة الشرق الاوسط، وفي الوقت نفسه متابعة الجهود من اجل ايجاد حل لازمة الشرق الوسط. وفي لندن، شدد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في مؤتمر صحافي عقده أمس على أنه من دون حل القضية الفلسطينية سيبقى الاردن والمنطقة في وضع حساس، وستكون هناك فرص كبيرة لظهور المزيد من الاصوليين والمتطرفين. وتحدث عن دور كبير لبلاده بعد وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين واسرائيل والعودة الى طاولة المفاوضات. وسألته "الحياة" عن خلاصة ما سمعه من بلير عن نتائج زيارته للولايات المتحدة، فأجاب: "هناك حاجة ملحة ودراماتيكية للنظر في استئناف عملية السلام وحل القضية الفلسطينية، وهناك توافق دولي في هذا الشأن، والجهود ستتركز على فكرة السلتين التي طرحها بلير وهي الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، والسلام والامن لاسرائيل. وأكد ان العالم العربي لا يستطيع الانتظار عشر سنوات لحل القضية الفلسطينية لان الجميع يحتاج الى بناء حياة افضل وهذا غير ممكن في ظل الاجواء الحالية. وشدد الملك عبدالله على اهمية ان تفهم الدول المارقة ان الولاياتالمتحدة ستنفذ المرحلة الثانية من الحرب ضد الارهاب الدولي بعد انتهائها من الحرب في افغانستان، وان تعاون هذه الدول سيعني تجنبها ضربة عسكرية.