بكين - رويترز - أثبت هيو جينتاو نائب الرئيس الصيني والمرشح لخلافة الاخير أنه محدث لبق للرؤساء والسياسيين ورجال الاعمال. لكنه أثناء زيارته أوروبا التي استمرت أسبوعين، لم يكشف أوراقه كلها، فبقي مضيفوه في حيرة من أمرهم. وبعد أقل من عام على انتهاء ولاية جيانغ زيمين رئيساً للحزب الشيوعي بقي وريثه لغزًا كبيرًا للمسؤولين الصينيين والديبلوماسيين الاجانب على حد سواء. ورأى مراقبون في الصين أن زيارة هيو جينتاو الى كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وألمانيا، هي محاولة مدروسة منه لتقديم أوراق اعتماده زعيمًا عالميًا وتعريف نفسه للغرب من دون عناء كبير. وبالنظر الى رد الفعل في اوروبا، يمكن القول إنه نجح في ذلك، اذ قالت عنه وسائل الاعلام ومصادر الرسميين إنه شخص جدي وجدير بالثقة ولطيف، لكنه غامض قليلاً. وقال أحد المسؤولين الذين ساعدوه في تنظيم رحلته: "قال وفعل كل ما هو صائب. لا شك في أنه بارع وسلس ولكن لم نعرف عنه الكثير". ويذكر أن هيو يحتل المركز الخامس في المكتب السياسي للحزب التي يضم سبعة أشخاص، يتوقع أن يتقاعد خمسة منهم خلال مؤتمر الحزب السنة المقبلة. نجاح داخلي وعلى الصعيد الداخلي حققت زيارة هيو للخارج أهدافها. وقال المحللون إن بث التلفزيون الصيني لصوره مع القادة الاوروبيين، أضاف الى رصيده في الداخل خصوصًا في ظل تنافس قوي بين الفرقاء السياسيين في الحزب. ولم يكتف التلفزيون ببث لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والملكة اليزابيث الثانية، بل بث أيضًا لقاءه مع الزعيم المحافظ ايان دونكان سميث ورئيس الوزراء السابق ادوارد هيث. ولكن حرص هيو ومضيفوه على عدم تهميش جيانغ الذي سيتنحى عام 2003، ولكنه يطمح برأي المحللين الى التحكم بالشؤون السياسية من وراء الكواليس. وتجنب هيو أيضًا مواجهة المتظاهرين المستائين من دوره في قمع المطالبين باستقلال التيبيت عندما كان رئيساً لاحد اقاليم الحزب بين عامي 1988 و1989. وفي لندن، أدخل هيو الى منزل رئيس الوزراء بلير من باب جانبي تفاديًا للتظاهرات المؤيدة للتيبيت. وفي فرنسا، صدحت الاغاني الصينية الشعبية في محاولة الشرطة لحجب أصوات الناشطين في حقوق الانسان الذين راحوا يلقون الخطابات لدى وصوله. ولكنه تصرف وكأن شيئًا لم يكن. آراء ديبلوماسية واستغل هيو أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي وحملة الولاياتالمتحدة ضد الارهاب لابداء بعض الآراء حول وجوب إنشاء عالم "متعدد الاطراف"أي بعبارة أخرى عالم لا تسيطر عليه الولاياتالمتحدة. وقال في خطاب ألقاه في فرنسا: "إن عالمنا المتعدد الالوان والثقافات لا يمكن أن يكون له مثال واحد. لا بد من أن نعترف بهذه التعددية ونحترم تاريخ كل شعب وثقافته ونظامه الاجتماعي ومسيرته التنموية". وفي روسيا شدد هيو على التعاون الروسي - الصيني في مجال الصواريخ الباليستية. الاوقات الشخصية وخلال مأدبة في لندن، تخلى هيو عن البروتوكول فجعل مترجمه يقرأ خطابه مباشرة بالانكليزية ويجيب عن الاسئلة، فلاقى تشجيعًا من الحضور وخصوصاً رجال الاعمال البريطانيين. غيرأن إجابته على سؤال عن كيفية تقبل الحزب للنماذج الغربية، وصفت بأنها غامضة للغاية، بحسب وسائل الاعلام، إذ قال: "عندما ينفتح بلد على الخارج يدخل إليه الحسن والسيىء معًا"، مرددًا بذلك كلام الزعيم دينغ شياو بينغ الذي سماه وريثًا لجيانغ زيمين. وأضاف هيو جينتاو: "عندما تفتح النافذة يدخل النسيم العليل والذباب". وفي فرنسا، أمضى هيو نهارًا كاملاً في منطقة بوردو وزار قصرًا ومعملاً للنبيذ بناء على طلبه، ووصفه أحد المديرين هناك بأنه "منفتح جدًا ومرح وفضولي". وشارك هيو وزوجته في تذوق النبيذ. ويقال إنه راقص ماهر ولاعب كرة طاولة ويتمتع بذاكرة صورية حادة.