يعقد وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي اجتماعاً طارئاً غداً في الدوحة لدرس تطورات الحرب ضد افغانستان، سيستبق باجتماع مساء اليوم لوزراء خارجية الدول العربية ينتظر ان تكون قراراته اساس الموقف الذي سيصدر عن الاجتماع الاسلامي. ورأت مصادر ديبلوماسية عربية ان بدء الضربات قبل يومين من بدء الاجتماعات العربية والاسلامية سيثير جدلاً واسعاً بين الوزراء، خصوصاً ان عواصم عدة تعتقد ان واشنطن ارادت وضع المجتمعين في الدوحة امام الامر الواقع. وكانت الاتصالات بين العواصم العربية والاسلامية الرئيسية قبل الغارات على افغانستان توصلت مبدئياً الى امكان اصدار بيان عن الاجتماع الوزاري يعلن المواقف السابقة والتأكيد على مسائل منها: ضرورة العمل لحل القضية الفلسطينية ووقف ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل، وضرورة عدم الربط بين الارهاب والمقاومة المشروعة، وتأييد الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وملاحقته على أسس واضحة تحدد الأهداف والغايات. لكن التطورات خلقت معطيات جديدة أمام الاجتماعين الوزاريين العربي والاسلامي، تجعلهما مطالبين بموقف من الضربات، خصوصاً ان دولاً اسلامية رئيسية مثل ايران أعلنت موقفاً ضد الحرب، فيما تجد غالبية الدول العربية والاسلامية نفسها غير قادرة، بسبب الضغوط الاميركية، على اعلان تحفظها. ويتوقع ايضاً ان يحتدم الجدل حول المخاوف التي أثارتها كلمة الرئيس جورج بوش مساء أول من امس عندما قال ان الحرب لن تقتصر على افغانستان، بل ستشمل دولاً وجماعات اخرى، مما يعني ان الولاياتالمتحدة ستكون صاحبة القرار في تحديد الجهات أو الدول التي ستطاولها العمليات العسكرية. وتعتبر مصادر مطلعة في الدوحة ان اجتماع وزراء الخارجية لن يستطيع سوى اعلان "تأييد تحرك المجتمع الدولي لمواجهة الارهاب مع تأكيد الحرص على سلامة الشعب الافغاني ووحدة أراضيه".