أكدت الدول الإسلامية إدانتها "بقوة" لأعمال الإرهاب التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة، وجددت استعدادها للمساهمة "في إطار جهد دولي جماعي تحت مظلة الأممالمتحدة" في مكافحة الإرهاب الدولي. وتجنب وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في البيان الذي صدر عن اجتماعهم الاستثنائي أمس في الدوحة، اتخاذ موقف من الهجمات العسكرية الأميركية والبريطانية الحالية ضد أفغانستان. واعتبر وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن موضوع تأييد أو عدم تأييد الهجمات العسكرية ضد أفغانستان "موضوع حساس ودقيق ويمس شريحة كبيرة من المسلمين"، وأضاف: "نحن لا نؤيد أي أعمال عسكرية انتقامية، لكننا مع أي عمل لملاحقة الإرهاب والإرهابيين"، داعياً إلى التعامل مع موضوع الإرهاب "بوضوح حتى لا تطال الأعمال العسكرية آخرين من دون مسببات واضحة". وعبر المؤتمر الوزاري الإسلامي عن رفضه استهداف أي دولة عربية أو إسلامية "بذريعة الإرهاب"، معرباً عن القلق ازاء سقوط ضحايا من المدنيين الابرياء في أفغانستان، ومؤكداً على ضرورة "ضمان وحدة أفغانستان الترابية وهويتها الإسلامية"، وطالبوا المجتمع الدولي ب"اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق المدنيين الابرياء وعدم المساس بهم عند اتخاذ أي اجراءات وقائية في التصدي لظاهرة الإرهاب". ودعا المؤتمر إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأممالمتحدة ل"تجسيد رفض المجتمع الدولي لاستخدام الإرهاب في العلاقات الدولية والاتفاق على تعريفه وتحديد خطة عمل دولية لمكافحته"، وأكد أيضاً رفضه "الربط بين الإرهاب وحق الشعوب الإسلامية والعربية بما فيها الشعبان الفلسطيني واللبناني في حق تقرير المصير والدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي ...". واعتبر الوزراء أن البيان الذي صدر عن الدول الإسلامية هو رسالة واضحة وأكيدة للعالم بأن "الأمة الإسلامية تقف ضد الإرهاب وتعتبره لا يتماشى مع عقيدتها الإسلامية ولا مع سياساتها" كما أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في تصريح إلى "الحياة" عقب اختتام المؤتمر. وأضاف الأمير سعود: "كان انعقاد هذا المؤتمر ضرورياً لأن لدى الأمة الإسلامية رسالة تريد أن تقولها للعالم، وهي ان الإسلام يقف قلباً وقالباً ضد الإرهاب، لأنه لا يتماشى مع العقيدة الإسلامية ولا مع سياسات دول العالم الإسلامي، ومن هنا جاءت إدانة المؤتمر للعمل الإرهابي الذي ارتكب يوم 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، إدانة واضحة وصريحة، بل طالب المؤتمر بملاحقة المجرمين الذين قاموا بهذه الأعمال وتسليمهم للعدالة بعد التحقيق معهم، كما أكد أن الدول الإسلامية برمتها مستعدة لأن تساهم بهذا العمل. وهذه رسالة واضحة من العالم الإسلامي إلى العالم يطالب فيها أيضاً بضرورة معالجة أسباب الإرهاب ومسبباته، وهذا أمر ضروري ويدلل إلى جدية العالم الإسلامي في مكافحة الإرهاب الذي نعتبر أنه يسيء إلى القضايا الإسلامية وفي مقدمها القضية الفلسطينية". وعبر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع عن ارتياحه إلى النتائج التي خرج بها المؤتمر "خصوصاً تأكيده ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال، وتأكيد عدم المساس بسيادة الدول في ما يجري من جهود لمكافحة الإرهاب وكذلك عدم القبول بمحاولات ربط الإرهاب بالعالم الإسلامي". واستنكر الوزير السوري في تصريح إلى "الحياة" الحديث المثار عن توسيع الحرب الدائرة حالياً ضد أفغانستان واحتمالات استهدافها دولاً عربية، ووصف ذلك بأنه "محاولات سيئة لتخويف العالم العربي وتغذية الأوهام بوجود تأييد عربي للإرهاب وهذا في حد ذاته ارهاب للعرب". واعتبر الشرع تصريح الرئيس الأميركي عن دولة فلسطينية بأنه "تصريح غير كاف". وقال: "من المهم أن نرى عملاً جاداً في هذا الصدد، تحديداً لشكل ومساحة أراضي الدولة الفلسطينية التي يقولون إنهم سيعترفون بها". وأشار إلى أن الحديث عن تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط "سابق لأوانه لأن العالم مشغول الآن". وقال الوزير الشرع إن هناك اتصالات لتحديد موعد جديد لزيارة الرئيس الفلسطيني لدمشق.