تتواصل الاتصالات العربية مع سورية لاقناعها بالانضمام الى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، وتنسيق المواقف معها عشية اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، المقرر الاربعاء في الدوحة. وافاد مصدر رسمي ان الرئيس بشار الاسد استعرض ليل اول من امس مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل "نتائج الاتصالات والمشاورات بين الدول العربية والاسلامية تحضيراً لاجتماع الدوحة". ومنذ بدء الاتصالات الدولية لتشكيل التحالف الدولي، طالبت دمشق بتعريف محدد للارهاب وتمييزه عن المقاومة المشروعة للاحتلال، وبأن تنطلق الحملة من الاممالمتحدة. ووضعت ثلاثة مبادئ للمشاركة في الحرب على الارهاب هي: رفض اي اعتداء على اي دولة عربية، ورفض اي مشاركة اسرائيلية في التحالف، وأخيراً انخراط اميركي في عملية السلام العربية - الاسرائيلية. ولبت واشنطن بعض المطالب العربية، وبينها ابعاد الدولة العبرية عن الحملة الدولية، لكن مصادر ديبلوماسية قالت ل"الحياة" ان دمشق ليست راضية تماماً عما تحقق، اذ اعربت عن القلق من وجود "محطات سرية" للتحالف، تتمثل بضرب دولة عربية، خصوصاً بعد نفي البيت الابيض اعطاء تعهدات كهذه للعاهل الاردني الملك عبدالله. ويشمل القلق السوري ايضاً احتمال ان تطاول "الحملة الدولية" في مرحلة لاحقة منظمات مثل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" اللتين تقيم قياداتاهما في دمشق، و"حزب الله" الذي يحظى بدعم سياسي سوري في لبنان. وزاد القلق بعد تسرب معلومات عن اتصالات اسرائيلية بالادارة الاميركية لادراج هذه المنظمات على قائمة "الانتقام" الاميركي - الدولي. واذا كان حديث الرئيس جورج بوش عن ان "الدولة الفلسطينية كانت دائما جزءاً من الرؤية الاميركية"، لقي ارتياحاً عربياً، فإن دمشق تسعى الى ان يكون موثقاً في رسائل رسمية. كما ان عدم ذكر بوش المسار السوري اثار تساؤلات في دمشق. وافادت المصادر الديبلوماسية ان سورية ليست مرتاحة كون الجهود الاميركية - الاوروبية لتحريك المسار الفلسطيني مقتصرة فقط على تنفيذ "تقرير ميتشل"، الذي لم تقابله دمشق بترحيب لخشيتها من ان يكون "بديلاً من عملية السلام ومرجعيتها المستندة الى قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية". وهي تأمل بصيغة أوسع تشمل المسارات كافة بما فيها السوري. واضافت المصادر ان التطورات الاخيرة "زادت الاهمية السياسية للدول العربية والاسلامية على الساحة الدولية، لذلك لا بد من تنسيق المواقف لتحقيق بعض المكاسب السياسية". وتسعى دمشق من خلال التنسيق مع الدول العربية عشية اجتماع الدوحة، الى تحسين الشروط العربية - الاسلامية، وتقديمها رزمة واحدة الى واشنطن والدول الاوروبية. واذ ترفض دمشق في شكل كامل المشاركة عسكرياً في أي عملية ضد افغانستان، تنفي وجود اي تعاون امني واستخباراتي يتعلق بتبادل المعلومات مع الاميركيين حتى الآن، وتربط حصوله واعطاء الغطاء السياسي للحملة بتعريف الارهاب ووسائل مكافحته وضمانات سياسية تخص المطالب السورية.