وصلت الى مطار الملك خالد الدولي في الرياض مساء اول من امس اول رحلة للخطوط الجوية العربية السعودية آتية من واشنطنونيويورك منذ احداث 11 ايلول سبتمبر وعلى متنها 99 راكباً غالبيتهم من الطلاب السعوديين الذين قرروا التوقف عن الدراسة الى ان تتضح الاوضاع. واشار عدد من الركاب الى انهم احسوا بالامان لدى وصولهم الى بلادهم وذهب بعضهم الى القول انهم "ولدوا مجدداً"، فيما صاحت فتاة سعودية في وجه اقاربها الذين كانوا في استقبالها: "احمدوا الله على الأمن والأمان". وفي شأن مشاعر الغضب تجاه العرب والمسلمين في اميركا بعد احداث 11 ايلول، قال الطالب السعودي عذبي فيصل العتيبي الذي يدرس نظم الكمبيوتر في كولورادو انه لم يتعرض الى اي نوع من المضايقات لكنه سمع عن موجة الغضب من خلال وسائل الاعلام، مشيراً الى ان الوضع النفسي الصعب للشعب الاميركي يبقى اقل صعوبة وتعقيداً من الوضع النفسي للطلاب العرب في اميركا، وخصوصاً الذين عاشوا الاحداث من بدايتها. وزاد العتيبي: "بدا مستقبلنا ووجودنا رهن عملية ارهابية ما زالت السلطات الاميركية عاجزة عن تحديد هوية مرتكبها في شكل واضح وصريح". واشار الى ان جميع ركاب الطائرة التي اقلتهم من واشنطن الى الرياض مروراً بنيويوركوجدة، خضعوا للتفتيش قبل صعودهم الى الطائرة، نافياً ان يكون تعرض لتحقيق. وقال راكب رفض الافصاح عن اسمه انه خضع للتحقيق مع جميع الركاب الذين يحملون اسماء مشابهة لاسماء الذين اتهموا بالتفجيرات، وذلك لدى السلطات الامنية في مطار نيويورك. واضاف: "انهم يحققون مع كل من يحمل اسم الغامدي او الشهري او الحازمي". وقال الطالب محمد الشياربه ل"الحياة" ان اجراءات خروجه من المطار لم تتسم بالتشدد، لكنه اشار الى "ضغوط نفسية شديدة تعرض لها جميع الطلاب العرب في اميركا". وذكر انها تتمثل في خوفهم من الآتي وخوفهم على مستقبلهم الدراسي. وقال: "أشد مضايقة تعرضت لها وزملائي هي طلب رجال الامن ما يثبت شخصيتنا في كل مكان نتوجه اليه". وعن امكان عودته الى الولاياتالمتحدة لمواصلة دراسته العلوم الطبية، قال الشياربه انه عاد الى السعودية لطمأنة عائلته، وانه سيسافر مجدداً الى الولاياتالمتحدة في اقرب وقت. اما الطالب ايمن السعدون فذكر انه لن يعود الى اميركا قبل ان "تهدأ الاوضاع" فيها. وللدلالة على مدى الغضب الاميركي من كل ما يمت الى العرب بصلة، قال الدكتور سمير الجهني العائد من الولاياتالمتحدة ان مواطناً اميركياً طلب من زوجته، بينما كنا في احد المطاعم، عدم استخدام هاتفها النقال لأن حديثها يزعجه. وزاد الجهني ان زوجته قالت للاميركي: "نحن في مكان عام وان كنت تنشد الراحة فلتذهب الى المستشفى". وروى عبدالله الشامخ 60 سنة ل"الحياة" انه وصل الى الولاياتالمتحدة قبل احداث 11 ايلول بيوم، وتعرض الى كثير من المضايقات وكذلك ابنته المحجّبة التي كانت ترافقه في رحلة العلاج. وذكر ان السلطات الاميركية دهمت مقر سكنه قرب "مايو كلينيك" وفتشته بحجة ان وليد الشهري احد المشتبه فيهم كان اقام في المجمع السكني ذاته قبل الاحداث. واوضح الشامخ ان "الغضب الاميركي يشمل جميع العرب والمسلمين، لكن السعوديين هم الاكثر عرضة للمضايقات التي تصل الى حد الاهانة بسبب ومن دون سبب". وذكر ان رجال الامن الاميركي انزلوا احد الركاب السعوديين وزوجته من الطائرة قبل اقلاعها بدقائق، مما ادى الى تأخر الرحلة 40 دقيقة. وقال ان الراكب روى بعدما عاد الى الطائرة انهم حققوا معه لتشابه اسم عائلته مع اسم أحد المشتبه في تورطهم بالتفجيرات. الى ذلك منعت سلطات مطار الملك خالد الدولي في الرياض دخول الصحافيين الى منطقتي الجمارك والجوازات، اثناء وصول الطائرات وقال احد موظفي الجمارك عندما طلبت منه "الحياة" الدخول لاستقبال الركاب ان لديه "تعليمات بعدم السماح بدخول اي شخص"، وهو امر لم يكن مطبّقاً في السابق.