تواصل واشنطن بناء التحالف الدولي لمحاربة الارهاب قبل البدء بأي عملية عسكرية، فيما تعتبر الاستخبارات الاميركية ان احتمال حصول عمليات انتقامية ضد المصالح الاميركية في الداخل او حول العالم، في حال قامت الولاياتالمتحدة بضرب افغانستان، هو "مئة في المئة". وفيما انتقل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير من موسكو الى اسلام اباد ، حيث اعلن ان النظام الذي سيخلف طالبان في افغانستان "يجب ان يكون ذا قاعدة واسعة تمثل فيه كل جماعة عرقية رئيسية بمن في ذلك البشتون"، واصل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد جولته منتقلاً من القاهرة الى اوزبكستان فتركيا. وأبدت "طالبان" امس استعداداً لتسليم اسامة بن لادن الى لجنة علماء مسلمين، فيما تكررت التوقعات بقرب سقوط نظام "طالبان" من جانب المعارضة الافغانية التي اكدت بلسان الجنرال فهيم، خليفة احمد شاه مسعود، انها جاهزة للقتال. وتركز الاجهزة الاميركية على خطين: التحقيق في هجمات 11 ايلول، وملاحقة كل الخيوط، والتأكد من عدم وجود مجموعات اخرى كامنة في اوروبا والولاياتالمتحدة ومستعدة للتحرك فور ضرب افغانستان. وقد تعزز هذا الشعور بعد فشل الاجهزة الامنية حتى الآن في اكتشاف اي مجموعة خلال اعدادها للهجمات على رغم اعتقالات واسعة تمت في اوروبا والولاياتالمتحدة. ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول في الاستخبارات الاميركية قوله لأحد اعضاء مجلس الشيوخ في جلسة مغلقة ان احتمالات قيام مجموعات مرتبطة باسامة بن لادن باعتداءات على المصالح الاميركية هي بنسبة مئة بالمئة. طائرات لسلطنة عمان في غضون ذلك حصلت الولاياتالمتحدة على موافقة سلطنة عُمان على استخدام احد مطاراتها العسكرية. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية امس بيع 12 طائرة عسكرية اف-16 ومعدات عسكرية اخرى تبلغ قيمتها 12،1 بليون دولار الى عمان التي زارها الوزير دونالد رامسفيلد الخميس، وذلك بهدف تدعيم موقفها كشريك في التحالف المناهض للارهاب. وقال البنتاغون ان هذه الصفقة تعزز الروابط العسكرية بين عمانوالولاياتالمتحدة. وقال البنتاغون ان "مشاركة عمان الفعالة اثناء أزمة الخليج واستعدادها السماح باستعمال مرافئها ومطاراتها يجعل من عمان شرطاً حيوياً لنجاح بناء اي تحالف في المنطقة". تسهيلات اوزبكستان "انسانية فقط" وقبل انتقاله امس الى تركيا، زار رامسفيلد اوزبكستان التي اعلن رئيسها اسلام كريموف، بعد اللقاء مع الوزير الاميركي، ان بلاده لن تسمح باستخدام القوات الاميركية الاراضي الاوزبكية لشن هجوم بري او لغارات الجوية ضد افغانستان، موضحاً ان اوزبكستان "سمحت باستخدام احد المطارات ومنشآته" لعمليات انقاذ ومهمات انسانية فقط. وافاد مسؤول يرافق وزير الدفاع في جولته ان الف جندي اميركي هم في طريقهم الى اوزبكستان، ما يشكل اول انتشار كبير لقوات البر في اطار الرد على افغانستان. واكد ان "الفرقة العاشرة المدربة على المناطق الجبلية انطلقت" من قاعدتها في فورت درام في نيويورك. العمل العسكري يستكمل بالاستخباري وكان رامسفيلد قال بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة، مساء الخميس، ان عملاً عسكرياً ضد الارهاب سيكون متواضعاً اذا لم يقرن بخطوات استخباراتية. واضاف ان "فرص تأثير أي عمل عسكري في اي ارهابي بمفرده ستكون خطوة صغيرة ولذلك تحدث الرئيس بوش عن ضرورة تنسيق الجهود واستمرارها لفترة طويلة"، وأكد ان "المسألة تعتمد على المعلومات الاستخباراتية اكثر من القذائف الصاروخية من اجل القضاء على شبكات الارهاب". وقال رداً على سؤال ان "اسامة بن لادن شخص خطر على المجتمع الدولي وحتى في حال التخلص منه فإن المشكلة ستبقى" مشيراً الى وجود "العديد من الكوادر في تنظيم القاعدة وجميعها تشكل خطراً". واوضح ان الولاياتالمتحدة "تتبنى سياسية بسيطة جدا تتمثل في تعاون اي دولة تبعا لما يناسب ظروفها ولن ارسم السياسة التي يجب على كل دولة ان تتبعها ومن الافضل ان نترك كلا منها تختار ما يناسبها". والتقى الرئيس جورج بوش مع وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق ادوارد شيفاردنادزه والرئيس السابق لجمهورية جورجيا لخبرته الواسعة في حرب الاتحاد السوفياتي في افغانستان. بلير في اسلام اباد شدد رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير والرئيس الباكستاني برويز مشرف على أن تكون الحكومة المقبلة التي ستخلف "طالبان" ذات قاعدة عريضة وتشمل كل العرقيات والاثنيات بما فيهم البشتون الذين يعتبرون "مهمين جداً" حسب تعبير بلير، الذي أضاف أن الضربة ستكون مدروسة الأبعاد والأهداف ولن تتعرض للمدنيين، بينما أكد مشرف ضرورة أن "تؤخذ المصلحة القومية الباكستانية في الاعتبار في اي حكومة أفغانية مقبلة". ويعد بلير أرفع مسؤول غربي يصل إلى باكستان منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي بيل كلينتون في آذار من العام الماضي، وتوقعت مصادر باكستانية مطلعة في تصريحات ل "الحياة" أن يقوم مسؤول أميركي بزيارة لباكستان قريباً. وأبلغت مصادر باكستانية مطلعة "الحياة" أن الرئيس الباكستاني برويز مشرف أصر خلال محادثاته مع بلير على ضرورة أن يستخدم نفوذه للجم الهند من شن أي هجوم على بلاده في حال حصول الضربة الأميركية على أفغانستان. ووعد بلير باكستان بتقديم مساعدات في المجالين الاقتصادي والعسكري إضافة إلى تحسين علاقاتها وروابطها مع دول العالم. وعلمت "الحياة" أن مشرف طلب من بلير ضم باكستان إلى دول الكومنولث لكن بلير تعهد المساعدة في هذا الشأن من دون أن يصدر وعد قاطع بضمها إلى منظمة الكومنولث. وفيما وافق مجلس الشيوخ الاميركي مساء الخميس على رفع كل العقوبات تقريباً عن باكستان، في خطوة اضافية على طريق تشكيل تحالف دولي لمكافحة الارهاب، أمل الناطق باسم الخارجية الباكستانية رياض محمد خان "بعودة العلاقات والتعاون بين الدولتين بشكل طبيعي تماماً"، قال ان زيارة بلير ترمي "قبل اي شيء آخر الى التضامن مع باكستان". يذكر ان العلاقات بين الدولتين تدهورت بعد انقلاب تشرين الاول اكتوبر 1999 الذي اوصل مشرف الى الحكم، ولعبت لندن دوراً اساسياً في في تعليق عضوية باكستان في مجلس وزراء الكومنولث. "طالبان" مستعدة لتسليم بن لادن في غضون ذلك رفض السفير الأفغاني في إسلام آباد عبد السلام ضعيف في لقاء محدود مع الصحافيين حضرته "الحياة" تسليم أسامة ابن لادن "حتى لو توافرت الأدلة على ضلوعه"، وأضاف ضعيف رداً على سؤال ل "الحياة" أن الحركة "مستعدة لتسليمه إلى لجنة علماء مسلمين على أساس أن الصراع الآن بين ترقية القانون الإلهي وترقية القانون الأميركي". وتوقع ضعيف أن تحصل ضربة وشيكة لأفغانستان لكنه وصف الحرب في حال حصولها بأنها "حرب بين أميركا والإسلام، وعلى المسلمين المشاركة في الجهاد كونها لا تخص الأفغان وحدهم". المعارضة "جاهزة" من جهة اخرى اكد الجنرال عبد القاسم فهيم الذي خلف القائد احمد شاه مسعود كقائد عسكري للمعارضة ان قوات تحالف الشمال "جاهزة" لمهاجمة قوات طالبان. واضاف في كلمة القاها لدى استعراضه حوالى ثلاثة الاف جندي يرتدون بزات عسكرية جديدة، اضافة الى عشرين دبابة تي-72 وحوالي عشرين دبابة تي-55 في بايدينغ كاغ اقليم دشت القلعة على مسافة بضعة كيلومترات من الجبهة الشمالية: "اننا مستعدون لمهاجمة طالبان سواء بمساندة حلفاء او بدونها". وقال "لدينا عدد كبير من الجنود في اقليم بلخ" حيث مزار الشريف احدى اكبر مدن شمال افغانستان التي اعتمدتها المعارضة عاصمة لها قبل ان تحتلها حركة طالبان صيف 1998. واعلن قريبون الى الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه انه مستعد للرد ايجاباً على طلب الرئيس مشرف ارسال احد مندوبيه الى باكستان لمناقشة المستقبل السياسي لافغانستان. واكد ذلك وزير الخارجية الافغاني السابق هدايات امين ارسالا، في تصريح لوكالة "انسا" الايطالية للانباء. لكن يوسف نورستاني الناطق باسم الملك كان اكثر حذرا ا ف ب اذ قال ان "القرار لا يزال قيد المناقشة ولم يتقرر بعد من سيذهب الى باكستان ولا متى، اذا كان ذلك سيحصل".