نصف ساعة فقط كانت كافية للحديث مع حكم مباراة السعودية والعراق الكولومبي اوسكار ريوز اكوستا المحاط بجيش من المراقبين والمرافقين، قبل ان يهجم علينا مراقب المباراة السيري لانكي اناندراجيا ويمنع طاقم الحكام من التحدث مع اي شخص، مع امكان الحديث في ما بينهم فقط! هذا الموقف يوضح فارق التعامل من قبل احد المنتسبين للاتحاد الآسيوي، وبين الاتحادات الأخرى. جمعتني الصدفة وحدها مع طاقم التحكيم، وتحديداً عند تناول وجبة الافطار في فندق ماريوت، وكان المسؤولين الأردنيين قد حرصوا على ابعاد الحكام عن فندقي اقامة المنتخبين والاعلاميين. استأذنت من الحكم اكوستا بالحديث عن المباراة: كيف يراها، ومشواره التحكيمي... في البداية توقعت الرفض منه كعادة الحكام لدينا، والتعليمات التي يتلقونها بعدم التحدث للصحافيين! لكن توقعاتي ذهبت ادراج الرياح ولم يكتب لها النجاح. وللمرة الأولى كنت أتمنى ألاّ تتحقق توقعاتي... عندما سألت زميلي الصحافي أديب آغا وهو يعمل سكرتير تحرير في مجلة "الجيل" السعودية عن عمر الحكم، قال لي: "والله صغير، لكن وجهه معروف وشاهدناه في الكثير من المباريات". وكان هذا المدخل الذي تقدمت به الى السيد اكوستا فسألته عن عمره، فقال: "31 عاماً، دخلت مجال التحكيم عام 1984، ثم ترقيت الى حكم درجة اولى عام 1992، وأنا حكم دولي منذ عام 1995 ويبقى لي في سلك التحكيم الدولي 13 عاماً". وسيكون الحكم اكوستا أول الحاضرين اليوم الى ملعب الملك عبدالله الثاني وسيساعده مواطنوه جورج ارنجو كاردنا "43 عاماً" وديمبر بيردومو هنيريا "41 عاماً" والحكم الرابع فيليب ريسيو باز "38 عاماً". ويدرك اكوستا اهمية المباراة التي ستجمع المنتخبين السعودي والعراقي "كوّنت الكثير من المعلومات عن المنتخبين، وأعرف ان المباراة مهمة لكليهما سواء على الصعيد الآسيوي او العالمي، وأعرف جيداً حساسية مباراة المنتخبين. لكنني أدعو اللاعبين الى التحلي بالأخلاق الرياضية العالية وهذا مطلب الاتحاد الدولي لكرة القدم من اللاعبين، لن أتهاون في تطبيق هذا المبدأ، يجب ان يدرك اللاعبون هذا جيداً". وعن خلفيته حول المنتخب السعودي أوضح اكوستا "أعرفه جيداً وادرت له مباراتين في بطولة القارات التي أقيمت في المكسيك عام 1999، الأولى امام المكسيك وانتهت لمصلحة الأخير 5-صفر، والثانية في الدور نصف النهائي وجمعته بالبرازيل وانتهت بفوز البرازيل 8-2". وبادرته، وقلت أتمنى ألاّ تكون هذه هي الهزيمة الثالثة فردّ ضاحكاً "وأنا أتمنى ألاّ اكون نذير شؤم، لكن لا فرق عندي بين المنتخبين". ويملك اكوستا 168سم، و82 كلغ سجلاً ممتازاً في سلك التحكيم الدولي "اخترت حكماً في نهائيات كأس العالم للناشئين في ماليزيا عام 1997، وبطولة القارات عام 1999، وأدرت المباراة النهائية في بطولة كوبا - أميركا عام 1999 بين البرازيل والاروغواي وانتهت بفوز الأول 3-1. وشاركت في بطولة كأس العالم الأولى للأندية ابطال القارات التي اقيمت في البرازيل، وأدرت لقاء النصر السعودي وريال مدريد الاسباني وفاز الأخير 3-1، وأخيراً أدرت لقاء ريال مدريد وبوكا جونيورز على الكأس القارية "انتركونتيننتال" في طوكيو وفاز الثاني 2-1". وسألته عن أفضل حكام العالم "الايطالي لويجي كولينا، والاماراتي علي بوجسيم والمصري جمال الغندور والارجنتيني هيلي زوندو". وختمت حواري معه قبل هجوم السيري لانكي علينا، وسألته عن سبب الابتسامة التي لا تفارقه على رغم صرامته داخل الملعب "لأنني لم أتزوج، فأنا حرّ وأسافر متى أردت. كما انني احافظ على لياقتي دائماً".