يعتبر الفنان راغب علامة انه تعرض لحرب بلا هوادة لتنحيته فنياً، لكنه يؤكد انه خرج منها منتصراً بدليل نجاح شريطه الأخير نجاحاً فاق ما كان متوقعاً. وإذ يؤكد علامة ثقته بالقضاء في شأن الاعتداء الذي تعرض له أخيراً عبر احراق سيارته، لا يخفي شكوكاً ببعض الجهات من دون ان يفصح عنها تاركاً الموضوع في عهدة الجهات المختصة. ويرى علامة ان بعض المحطات التلفريونية تتعمد تجاهل أعماله الناجحة بذريعة عدم ارتباطه معها بعقود، وهذا الأمر لا يضيره باعتباره فناناً عربياً منفتحاً على كل المحطات العربية. وفي المقابل يعتقد ان عصر فناني حقن الكورتيزون انتهى ولن تستطيع أي محطة بعد اليوم فرض مغنين غير موهوبين وجديرين على الجمهور. علامة تحدث الى مندوب "الحياة" عن الفن والحرب والإعلام وكان جريئاً وصريحاً. هنا الحوار. لماذا كل هذا الضجيج حول راغب علامة: محاولات تشويه سمعة، اتهامات مختلفة وأخيراً احراق سيارتك؟ - ممكن، لأنني "عنيف" ومواقفي صريحة، فأنا أولاً من الأشخاص الذين يسمون الأشياء بأسمائها ولا أعرف "أن أمسح جوخاً لأحد". لقد وصلت الى موقع مهم بعد نجاح 21 سنة، وأعتقد ان هذا النجاح يشكل عقدة لبعض الأشخاص، لذا حاولوا تنحيتي فنياً، لكنهم حتى لو تكتلوا عبر محطات تلفزيونية كبيرة لن يتمكنوا من ذلك، وثانياً، صدم كل الذين راهنوا على غيابي المصطنع بعد ظهوري في شكل قوي، هذا من الناحية الفنية. أما من الناحية الشخصية فليس لدي أي مشكلة مع أحد. في الماضي كانت هناك مشكلة عائلية فقط وانتهت. وبالعودة الى الحادثة الأخيرة أظن ان الذي احرق سيارتي سيكشف عاجلاً أم آجلاً، ولن استبق التحقيقات. لكني أوجه كلامي الى المسؤولين لأنهم ان لم يكتشفوا الجاني فسيكون للأمر انعكاسات سلبية على السياحة. وأنا أؤمن بقدرة الدولة في القبض على الفاعل. هل تتهم أحداً؟ - لن أتهم أحداً حتى لو كانت لي شكوك ضمنية. وأترك للأجهزة الأمنية القيام بواجبها. رسالتك الفنية عنوانه الحب، هل تعتقد انها وصلت الى الناس؟ وكيف ترجمت؟ - بالتأكيد وصلت رسالتي الى الناس، فهناك الكثير منهم أحيوا أفراحهم على أنغام اغنياتي، وبعضهم أحبوا بعضهم بفضل كلمات أغانيّ، وغنيت في فرح الأم ولاحقاً في فرح ابنتها، كما انني أعرف صدى أعمالي في محطات التلفزيونات والاذاعات. للألقاب وقع كوقع السيف ذي الحدين... هل تعتقد ان الألقاب مثل: "العلامة الفارقة" و"السوبر ستار"... تساعدك؟ - قد يكون اللقب جميلاً ولكني لا أعتقد ان هذه الألقاب ساعدتني لأن اللقب لا يقدّم ولا يؤخّر. في النهاية عملي ومصداقيتي هما اللذان يساعدانني، وعليّ ألا أخذل جمهوري، كأن أغني له بصوت جميل في الشريط ويفاجأ على المسرح بصوت آخر فيصدم، كما ان التواضع صفة تقربني من الناس، لذا لا أتعالى على أحد ولا أعتبر نفسي أعلى شأناً من جمهوري لأنه السبب في شهرتي ومثابرتي على العطاء. أديت أغنيات باللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية، هل ستقدم أغنية غربية؟ - أديت الأغنية الخليجية ليس سعياً لكسب الجمهور الخليجي وارضائه، بل حباً بالفكرة والمواضيع التي كنت أريد غناءها، فلو كان الأمر ارضاءً لأحد لفشلت باختيار المواضيع، لأن الجمهور يسمع ويفهم بصدق. ويستحق اللون الغنائي الخليجي الخوض فيه، حتى لو لم يكن لون المغني، كذلك اللون المصري الذي اعتدنا على سماعه، وبما انني امتلك المقدرة على أداء اللهجات، وأحسن التقرّب غنائياً الى الجمهور سواء في الداخل أو الخارج لم أرَ نفسي غريباً عن هذا النمط الغنائي. وأما على صعيد الغناء الغربي فأنا أملك القدرة على الغناء باللغتين الفرنسية والانكليزية، وإذا وجدت الموضوع المناسب الذي يصل بصدق الى الجمهور فسأغنيه، مع العلم أن لدي جمهوراً في أوروبا وأميركا واستراليا. وأخيراً غنت المطربة الأميركية فوكس براون على أنغام اغنيتي "يا بوي انا قلبي دام" وأدت بصوتها مع صوتي غناءً جميلاً بالانكليزية، لذا أشكرها على اسهامها في نشر أغانيّ عند الجمهور الأميركي. الدويتو موضة العصر، وكانت لك تجربة مع المغنية اليسا، واليوم تحولت الفكرة لتصير دمجاً بين العربي والأجنبي: يوناني، تركي الخ... هل ستقدم لاحقاً على مثل هذه الخطوة؟ - لقد قدمت دويتو مع فوديل الايراني وكانت خطوة ممتازة جمعهت بين ثقافتين وجمهوريتين، بخاصة ان الدويتو الذي أديناه لم يكن حوارياً وكان المعنى متكاملاً مع اللغتين، الى درجة ان بعض الإذاعات في الدول العربية قطعت الجزء الايراني من الأغنية ولم يتأثر معناها. هل يمكن أن تقدم دويتو مع مغنية مغمورة لتساعدها؟ - لما لا. خلال مسيرتي الفنية، غنيت لشعراء ولملحنين مغمورين، وشاركت أخيراً أليسا ولم تكن مشهورة في بداية انطلاقتها وقدمت لها هدية قيمة "جمهوري" وأنا مستعد لمساعدة أي موهبة صادقة وطيبة تعجبني. هل هناك من يساعدك في مسيرتك الفنية؟ - يساعدني الله والناس. أحياناً أتعب على المسرح ويخفت صوتي فيغني معي الجمهور لمساعدتي. ولم أصادف حرباً إلا من الحساد ولهذا السبب أنا شرس جداً وإذا خضت حرباً أكون فيها على حق ولا أتخلى عن حقي مهما كان الثمن، بدليل انني واجهت حرباً من قنوات تلفزيونية وبقدرة رب العالمين خرجت هي خاسرة لا أنا. انت محارب إذاً من التلفزيون؟ - عشت عدداً من الحروب غير العادية، وكانت بعض وسائل الإعلام تحاربني بقصف نووي على مدى سنتين، فقررت عدم الرد عليها كلامياً بل غنائياً. وأرى ان الإنسان يستطيع تغيير العالم فنياً، ففعلت وغلبتها جماهيرياً، والذين تنبأوا بفشلي دون محطتهم وقعوا، وغطى نجاحي على نجاح محطتهم، والذين قالوا ان "الفنان الذي لا يوقع عقداً مع شركتنا للصوتيات سندمره"، سقطوا هم وشركتهم من خلال شريطي الأخير الذي نال نجاحاً فاق المتوقع. ما حقيقة الخلاف بينك وبين الLBCI، الذي تناولته وسائل الإعلام؟ - باختصار لدى هذه المحطة عقود احتكار للفنانين وقد عرض عليّ القيمون عليها عقداً فرفضت، لأني أعتبر ان ما قدم لي هو رشوة عبر بعض الاعلانات بموازنة مفتوحة، وفي المقابل كان عليّ محاربة محطات MBC وMTV و"المستقبل" وأي محطة يريدونها. وبكل بساطة رفضت لأنني فنان عربي ومن حق كل المحطات العربية بث أعمالي. عندها لجأوا الى محاربتي بأساليب غير أخلاقية وغير حضارية. فلم أسكت على ذلك وقلت الحقيقة في الإعلام، لهذا أقاموا دعوى قضائية ضدي والقضية الآن في يد القضاء اللبناني وسيظهر من منا على حق. كيف يوجه الإعلام الفن والفنان برأيك؟ - اعتقد ان موضة "توليد" الفنانين وفرضهم على الجمهور قد انتهت بدليل ان LBCI تجرب وتحاول منذ مدة فرض بعض الأشخاص على الفن ولم تستطع اقناع الجمهور بهذه الكذبة. لقد بدأ عصر الكورتيزون بالانحدار، ومن الممكن ان أكون مخطئاً ولكن الجمهور واعٍ ويعرف هذه المسألة تماماً ولا يستطيع أحد أن يفرض عليه الاستماع الى فنان عبر حقن الكورتيزون. الإعلام يجب ان يكون صادقاً مع الجمهور قبل صدقه مع الفنان بعدم اخفائه الحقائق. فمثلاً على رغم الانتشار الجماهيري الذي حققته أغنية "سهروني الليل" هناك محطات فضائية لم أرتبط معها بعقد لم تسمع بهذه الأغنية، لا في بورصة الأغاني ولا في البرامج الفنية وتتصرف كما لو ان هذه الأغنية لم يخترها أحد وغير موجودة. لماذا؟ لأني لست متعاقداً معها. وهنا يكمن دور الإعلام في توضيح الحقائق وتقويم الأعمال الفنية من دون اغفال أعمال أخرى وإلا ستقع الكارثة. هل تعتقد ان للأغنية العربية هوية؟ - للأغنية العربية هويات متعددة والدليل ان الفنانين الغربيين استعانوا بإيقاعاتنا وانغامنا العربية في أغانيهم. فعندما كنت في فرنسا اجتمعت مع مجموعة من الفنانين وعملنا على تقديم عمل مشترك وكنت الفنان العربي الوحيد بينهم واستعانوا بي عبر الكلام والموسيقى لتكملة عملهم فعرفت أهمية الفنان العربي في الخارج. لهذا أقول ان أهمية الفنان تكمن في حقوقه التي ينالها في الخارج حيث يعامل بمستوى جيد ويصله حقه. هذا ما سبقنا الغربي اليه. أما عندنا فلا قانون لدينا يحمي حقوق الفنان. يقول البعض ان كثرة الانتاج دليل فراغ في معنى الفن، ماذا يقول راغب علامة؟ - ممكن ان يكون كذلك، وممكن ان يكون دليل عافية، إذا كان الفن بعيداً عن الوساطات والمحسوبيات. فبوجود بعض محطات التلفزيونات الخاصة صار الفن محسوبيات، ومن دون خجل يقال ان صاحب شركة ما للصوتيات هو مدير محطة تلفزيونية، لذا فمن الطبيعي ان يروج هذا الشخص أعماله وانتاج شركته فقط من دون الاهتمام برأي الجمهور. أنا عندما أصدرت شريط "سهروني الليل" كنت متشوقاً لتقديم الأكثر لأنني أملك مواضيع متعددة أحب أن أطرحها، ولكنني أعرف انه من الخطأ تقديم كل الأفكار مرة واحدة وهذا ما سيمنع نجاح عملي، لأنني أرى ان النوعية أهم من الكمية. راغب علامة من النجوم المطلوبين في المهرجانات الكبيرة خارج لبنان مثل جرش، قرطاج، البصرة وغيرهم... لماذا لست متواجداً على مسارح مهرجانات لبنان؟ - طلبت مني المشاركة في أكثر من مهرجان، ولكنني رفضت لأسباب عدة، منها لأنها مهرجانات سياسية وليست مهرجانات فنية، وأنا ضد السياسة التي تتبع في هذا البلد، فعندما يطلب مني احياء مهرجانات في الخارج تكون فنية فقط، أما هنا فتدخل فيها السياسة، وأنا أرفض هذا المبدأ ولن أشارك طالما ان موضوع المهرجان ليس فنياً ولا يعنيني. أنا انسان وطني أعشق وطني وأرضي بعيداً عن المحسوبيات. ماذا بعد "سهروني الليل"؟ - عندما أبدأ تسجيل شريطي الجديد سأتوقف عن احياء الحفلات وأتفرغ له وأتمنى ان يكون على مستوى "سهروني الليل".