اختتم أخيراً في طوكيو معرض استمر اسبوعاً للفنانة اليابانية ياكووا ميزوكو بعنوان "فلسطين، فلسطين،" الفنانة ياكووا من الناشطين في دعم القضية الفلسطينية منذ أكثر من عشرين عاماً، وعضو فاعل في أهم المنظمات اليابانية التي تقدم مساعدات الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. استعملت ميزوكو عدداً من الآلات الكاتبة القديمة ذات الحرف العربي. فككت تلك الآلات واستخرجت منها قطعاً وحروفاً عربية معدنية وألصقتها في تشكيلات متنوعة على خلفيات من ورق ال"واشي" الياباني التقليدي مقصوصة في شكل خريطة فلسطين. وشكلت اعمالاً اخرى مما تبقى من هياكل الآلات ذاتها التي تبدو مهملة للوهلة الاولى، الا ان الحروف العربية اللامعة الباقية عليها تذكر بأمجاد غابرة. ولعل هذا ما أرادت ميزوكو ان ترمز اليه في هذا المعرض الذي جعلت عنوانه الفرعي: المعرض الأول في سلسلة "الفن ضد الاحتلال". استوحت ميزوكو من أجواء المدن الفلسطينية التي زارتها ثلاث لوحات تحمل أسماء تلك المدن: القدس، رام الله، وغزة. وهي قالت ان التشكيلات لا تعتمد طريقة كتابة أسماء المدن باللغة العربية، وذلك على رغم ان الاعمال، وخصوصاً لوحة "رام الله" جاءت شديدة الشبه بالكلمات المشكلة لأسماء تلك المدن، في مصادفة غريبة ربما. وقالت ياكووا ميزوكو ل"الحياة" انها تنوي استغلال الفترة المقبلة التي ستشهد اقامة معارض مختلفة تتعلق بقمة مكافحة العنصرية التي اقيمت في جنوب افريقيا، لدفع امكان التعاون مع فنانين حول العالم لاقامة معارض فنية عن القضية الفلسطينية. وعن سبب عدم رغبتها في بعض الاحيان ببيع لوحاتها تقول ان الكثير من اليابانيين لا يقدرون ما تفعل وهم على استعداد لتحويل كل شيء الى سلعة: "ستتحول لوحاتي الى زينة لجدار في غرفة يسكنها شخص لا يجد فيها سوى انها لطيفة". كما انها لا تنوي اشراك فنانين فلسطينيين في المعارض المقبلة من سلسلة "الفن ضد الاحتلال"، وتقول: "مشاركة فنانين فلسطينيين ستكون سبباً في اصدار كم كبير من الأحكام المسبقة، بل الشبهات حول انتماءات الفنانين الآخرين. أريد ان أتبع استراتيجية أذكى من ذلك وأتمنى اشتراك فنانين أوروبيين واسرائىليين من أنصار السلام". ميزوكو سبق ان شاركت في معرض جماعي أقيم العام الماضي وتنقل بين اليابانوفلسطين مركز خليل سكاكيني الثقافي في الضفة الغربية بعنوان "سبعة ملائكة من طوكيو " ملاك من القدس"، واستعملت سلطات الاحتلال كل أنواع العراقيل والازعاجات للفنانين الزائرين وصادرت عملاً يستخدم عدسة وحاسوباً وذلك بحجة التأكد من انه ليس أداة ارهابية!