بدأت في مراكش أمس أعمال "مؤتمر المناخ" للأمم المتحدة عن التقلبات المناخية وارتفاع حرارة الأرض، بمشاركة 185 دولة وعشرات المنظمات غير الحكومية لإقرار خطة كيوتو حول الانحباس الحراري. ومن المنتظر أن يستمر المؤتمر 11 يوماً على مستوى الخبراء قبل التئام اجتماع على مستوى وزراء البيئة ابتداء من 7 الشهر المقبل لإقرار الاتفاق النهائي قبل عرضه على مؤتمر مماثل في جنوب افريقيا العام المقبل. وقال مشاركون في المؤتمر إن الخلافات لا تزال قائمة بين الولاياتالمتحدة وبقية الدول النامية حول وثيقة كيوتو المصادق عليها عام 1997 في اليابان، ومسؤولية كل دولة عن تقليص نسب ثاني اكسيد الكربون الذي يقول الخبراء إنه المسؤول المباشر عن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض وتغير المناخ في عدد من مناطق العالم. وكانت واشنطن عارضت في السابق على لسان الرئيس جورج بوش تطبيق اتفاق كيوتو الذي كانت وافقت عليه في عهد إدارة الرئيس بيل كلينتون ودعت إلى صيغة جديدة من دون كيوتو خلال الاجتماع التمهيدي الذي عقد في برلينالمانيا الصيف الماضي والذي تحفظت عليه الدول النامية. وقال الأمين العام التنفيذي لاتفاق التقلبات المناخية ميكايل زاميت كوتاجار إن "من أهداف مؤتمر مراكش إقرار النصوص القانونية وتحديد آليات تطبيق معاهدة كيوتو التي لا بديل منها في الوقت الحالي". ويسعى المؤتمر إلى اقناع اميركا بعدم معارضة الاتفاق وعدم التأثير على دول أخرى لجهة إقراره والعمل على الأقل على التحكم في حجم الغازات المنبعثة من الصناعات. وجاء في تقرير للأمم المتحدة حول التقلبات المناخية ان 75 في المئة من مجموع مادة كربون الديوكسين المضرة بالبيئة، تصدر عن الدول الصناعية الغنية، وحددها التقرير في 38 دولة منها 25 في المئة تصدر من الولاياتالمتحدة وحدها التي تتحمل نسبة ثلث حجم الغازات الحارقة المنبعثة من الأرض والتي تتسبب في اقتضاض الغشاء الوقائي للفضاء الخارجي، ما يزيد في درجات الحرارة بنسب تهدد بشح المياه السطحية واندثار الغابات وارتفاع مستوى المحيطات وتضرر حياة الإنسان والحيوان، خصوصاً في الدول الافريقية والآسيوية وجنوب القارة الأميركية. وتتخوف الأممالمتحدة أن ترتفع درجة حرارة الأرض بين 4 إلى 8 درجات على مدى ال25 سنة المقبلة، ما سيؤدي إلى كوارث اجتماعية وبيئية فظيعة، خصوصاً في الدول النامية.