شنت وزارة الدفاع الاميركية حملة للدفاع عن العمليات العسكرية التي تنفذها في افغانستان، فيما اعلنت "طالبان" ان لديها ادلة كثيرة على استخدام الولاياتالمتحدة اسلحة كيماوية. وحمّل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد نظام كابول مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين، متهماً "طالبان" بأنها تستخدم المدنيين ك "دروع بشرية". وأكد ان القوات الاميركية تلقي ذخائر بالمظلات لقوات المعارضة الافغانية لحركة "طالبان". واعلن البنتاغون ان عمليات القصف الاميركية استهدفت امس الكهوف والانفاق في محاولة لاصابة مراكز القيادة لشبكة "القاعدة" وعناصرها. واعلن رامسفيلد انه "لم يتم أسر أي جندي اميركي". وكان سفير "طالبان" في اسلام اباد عبد السلام ضعيف اعلن امس انه تم اعتقال اميركيين في افغانستان. وقال: "لا اعرف كم يبلغ عددهم، ولا في اي حالة هم" من دون ان يوضح ما اذا كانوا جنوداً او من العاملين في المجال الانساني او صحافيين. وقرر الرئيس الاميركي جورج بوش تشكيل خلية ازمة لمنع الارهابيين الاجانب من دخول الاراضي الاميركية واعتقال الموجودين عليها بالفعل. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر ان بوش ترأس للمرة الاولى اجتماعا لمجلس الامن الداخلي الجديد. واوضح ان "خلية الازمة هذه ستكلف بمساعدة الاجهزة الاتحادية على توحيد جهودها لمنع ارهابيين اجانب محتملين من الدخول الى الولاياتالمتحدة ولتحديد مكان الاجانب المورطين في اعمال ارهابية وتوقيفهم ومحاكمتهم وطردهم". واضاف ان اعتداءات 11 ايلول اثبتت ضرورة تدعيم المراقبة في الداخل "لمنع حدوث اي حلقة جديدة" من الارهاب. ودافع رامسفيلد بشدة عن سير العمليات العسكرية قائلاً: "فليكن واضحاً انه لا توجد دولة في التاريخ حاولت تجنب المدنيين كما تفعل الولاياتالمتحدة في هذا النزاع". ووصف الحرب ضد الارهاب بأنها "ماراثون وليست سباقاً سريعاً وستتطلب سنوات وليس شهوراً أو اسابيع". وكشف رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ان القوات الاميركية تركز اكثر في هذه المرحلة على تجمعات "طالبان" في مواجهة قوات تحالف الشمال بعدما اهتمت منذ بدء العمليات بأهداف محددة مسبقاً. وقال مايرز ان معظم غارات عطلة نهاية الاسبوع ركز على قوات "طالبان" في محيط كابول ومزار شريف. ورداً على منتقدي سير العمليات قال ان القوات الاميركية "في موقع القيادة"، ودعا الى اخذ العبر من الحروب السابقة في الخليج والبلقان. ورفض رامسفيلد التعليق على ما تردد من الولاياتالمتحدة تنوي اقامة قاعدة داخل افغانستان لمساعدة قوات تحالف الشمال على احتلال مزار شريف. وكانت صحيفة "يو اس اي توداي" نقلت عن مصدر عسكري اميركي رفيع المستوى ان القوات الاميركية قد تقيم قريباً قاعدة داخل افغانستان لدعم مئتين الى ثلاثمئة عنصر من الكوماندوس ستشارك في العمليات. وكتبت الصحيفة ان هذه القاعدة ستضم عدداً من الجنود يصل الى ستمئة جندي سيكلفون تقديم دعم امني ولوجستي وطبي. وقد تقام هذه القاعدة على الاراضي التي يسيطر عليها تحالف الشمال، المعارضة المسلحة لنظام طالبان. وستستخدم لاطلاق غارات بواسطة مروحيات ولاستقبال طائرات نفاثة ومقاتلات من طراز ايه سي-130. باكستان ترفض المشاركة في حرب برية في غضون ذلك، تفاقم الوضع في منطقة تشيلاس شمال غربي باكستان، اذ سيطر رجال القبائل عليها وشكلوا فيها إدارة أهلية بعدما هاجموا مطاراً عسكرياً مهجوراً ومخفراً في المنطقة في وقت افيد ان انفجاراً وقع قرب قاعدة بسني الجوية التي يستخدمها الاميركيون في ولاية بلوشستان، وذلك في اطار الاستياء المتزايد في الشارع الاصولي الباكستاني من الضربات على افغانستان، الامر الذي دفع قبليين غاضبين الى اغلاق الطريق المؤدية الى الصين. وفشلت الحكومة منذ يوم الجمعة الماضي في اقناعهم بإزالة حواجزهم منها. وتزامن ذلك مع انباء عن رفض اسلام آباد طلباً اميركياً جديداً لاشراك قوات باكستانية في عمليات برية محتملة يجري الاعداد لها، وذلك خلال محادثات اجراها قائد القوات المركزية الأميركية تومي فرانك مع الرئيس برويز مشرف في اسلام آباد امس. وفي غضون ذلك، كشف السفير الأفغاني لدى باكستان عبد السلام ضعيف ان "طالبان" اعتقلت عدداً من رجال الكوماندوس الأميركيين داخل أفغانستان، ربما يكون اثنان منهم قد اعتقلا مع القائد البشتوني عبد الحق الذي أعدمته الحركة قبل أيام. لكن وزير الدفاع الأميركي نفى ذلك لاحقاً. ودار جدل حول استخدام الاميركيين صواريخ تحتوي أسلحة كيماوية قالت طالبان أن آثارها بدت على بعض المصابين. وفي وقت نصح ضعيف آلافاً من متطوعي القبائل الباكستانية بعدم الدخول الى افغانستان حالياً كون الحرب الدائرة حالياً تقتصر على غارات جوية تعرضهم للخطر، علمت "الحياة" ان قائد المتطوعين صوفي احمد تمكن من الوصول مع بعض رجاله الى جلال آباد حيث اجتمع امس مع مسؤولين في "طالبان" للتشاور في الوقت والاسلوب المناسبين لارسال هؤلاء المتطوعين. وحذرت لندن الاسلاميين في بريطانيا من مغبة التطوع للقتال في أفغانستان مؤكدة انها ستبادر الى اعتقالهم لدى عودتهم الى البلاد. البحث في تشكيل حكومة موسعة وفي وقت اعلن التحالف الشمالي المعارض عن مشاركة جنود اميركيين مسلحين في عملياته ضد "طالبان"، التي قال انها احرزت تقدماً، استهدف القصف الأميركي امس انفاقاً يشتبه في ان "طالبان" وأسامة بن لادن يستخدمونها كمراكز قيادة ومستودعات ذخيرة. وعبرت قناة السويس ثلاث قطع بحرية اميركية للمشاركة في العمليات. وتزامنت زيارة قائد القوات المركزية الأميركية لإسلام آباد مع استقبالها المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي الذي افيد أنه جاء يبحث في تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان تخلف "طالبان" وتتكون من 12 وزيراً، فيما يتوقع ان يصل الى العاصمة الباكستانية الاسبوع المقبل الملك الافغاني السابق ظاهر شاه، للغرض نفسه. وفي المقابل، شكلت التنظيمات الأصولية الباكستانية "مجلساً أعلى" للدفاع عن افغانستان مقره لاهور ويضم ستة من القادة الدينيين السنة والشيعة اضافة الى زعيم تنظيم جيش الصحابة أعظم طارق والجنرال المتقاعد حميد غول، وذلك بهدف تنسيق الجهود في شأن الضغط على الحكومة لتغيير قرارها التعاون مع أميركا. لندن تدافع عن استخدام القنابل الانشطارية الى ذلك، اعتبر وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان النجاحات الاولى التي تحققت بعد ثلاثة اسابيع من القصف الجوي على افغانستان "تفتح الباب امام القيام بعمليات عسكرية اكثر تعقيداً"، مؤكداً في الوقت نفسه ان قوات البحرية الملكية البريطانية لن تنتشر على الارض في افغانستان في القريب العاجل. وحذر هون المسلمين البريطانيين الذين يريدون القتال الى جانب قوات "طالبان" في افغانستان بأنهم قد يقتلون في هذا البلد او يتعرضون لملاحقات قضائية في حال عادوا الى بريطانيا. ودعا هون "كل شخص يريد الذهاب الى افغانستان الي التفكير ملياً في عواقب ذلك على نفسه وعائلته بسبب الحزن الذي قد يسببه لها وكذلك بالملاحقات القضائية التي قد يتعرض لها لدى عودته الى بريطانيا في حال عاد اليها". وقال ان استخدام قنابل انشطارية في افغانستان ضروري لتدمير العربات المصفحة وانها لا تستهدف المدنيين، واضاف: "لن تستعمل القنابل الانشطارية ضد المدنيين كما تم تحديد مناسبات استعمالها الى اقصى حد، ولا يمكن بأي حال مقارنتها بالالغام المضادة للاشخاص. وهي القنابل الانشطارية غير محددة كالغام مضادة للافراد في اي اتفاقية دولية واستعمالها مشروع تماماً". ورد على النائبة العمالية آن كلويد بقوله: "ما لم تتوفر وسيلة افضل لمواجهة خطر العربات المصفحة فان الولاياتالمتحدةوبريطانيا ستواصل استخدامها".