أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن "تشكيل حكومة الكفاءات من أبناء الشعب الفلسطيني هي الخطوة الأولى لتطبيق المصالحة الداخلية وبعد تشكيلها سيتم الانتقال إلى الخطوات الأخرى لإنهاء كافة أشكال الانقسام الداخلي". وشدد قبيل توجه وفدين من حركتي فتح وحماس إلى القاهرة أمس للاجتماع غدا لبحث الموضوع، على أن "القيادة الفلسطينية لن تفرط أبدا بحق العودة إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأضاف في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية نشرت أمس أنه قد يتنحى هذا العام إذا تحققت كل أهدافه السياسية وبينها إقامة دولة فلسطينية. في غضون ذلك، أكدت رئاسة المجلس التشريعي أن اللاجئين الفلسطينيين سيعودون إلى ديارهم رغما عن أنف الاحتلال، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني أضحى في الذكرى الثالثة والستين للنكبة أشد تمسكا بحقوقه وثوابته الوطنية. وحملت رئاسة التشريعي بريطانيا مسؤولية النكبة، ودعتها إلى التكفير عن خطيئتها التاريخية عبر تعديل سياستها الخارجية ودعم الحق الفلسطيني. من جهة أخرى، قلل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة أمس من أهمية تعيين مبعوث أمريكي جديد للسلام في الشرق الأوسط، بعد الإعلان عن استقالة جورج ميتشيل. وشدد على وجوب "التغيير الجدي" في السياسات الأمريكية لتحقيق السلام العادل في المنطقة. وكان البيت الأبيض أعلن قبول استقالة ميتشيل التي ستصبح سارية المفعول في 20 من الشهر الجاري أي يوم لقاء الرئيس باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتوقع مسؤولون سابقون في واشنطن ألا تؤدي مغادرة ميتشيل لحدوث تبدل في مسار جهود الولاياتالمتحدة في عملية السلام. إلا أن هناك من يقولون في المقابل إن ميتشيل كان يقترح استراتيجية متكاملة للتعامل مع الأزمة وأن السبب في فشله ليس غياب الاستراتيجية الصحيحة وإنما امتناع الإدارة الأميركية تحت ضغوط انتخابية وإسرائيلية ومن قبل جماعات الضغط اليهودية الموالية لإسرائيل وأعضاء في الكونجرس عن تطبيق ما اقترحه. ويعبر موقف ميتشل الذي لخص إعلانا بالفشل لسياسة الإدارة، عن انتقال واشنطن تدريجيا إلى تبني موقف إدارة الرئيس السابق جورج بوش بعدم التدخل في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال مسؤول دراسات الشرق الأوسط في معهد "نيو أميركا فاونديشن" ستيف كليمونز عقب إعلان استقالة ميتشيل، أن هزيمة السيناتور بدأت منذ نوفمبر 2010 حين تخلت الإدارة عن المطالبة بالتجميد التام للاستيطان على نحو ما سبق أن أعلنت. وأضاف "ليس لدى الإدارة الحالية أي تصور لما ينبغي عمله تجاه توقف المفاوضات أو حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجاه عملية السلام بصفة عامة ومواصلة إسرائيل بناء المستوطنات ورفضها لتبني أي موقف مرن وما ينوي الفلسطينيون القيام به في سبتمبر المقبل في الجمعية العامة. ويعني ذلك أنه لم يعد لميتشيل عمل يؤديه". "تشكيل حكومة الكفاءات من أبناء الشعب الفلسطيني هو الخطوة الأولى لتطبيق المصالحة الداخلية وبعد تشكيلها سيتم الانتقال إلى الخطوات الأخرى لإنهاء كافة أشكال الانقسام الداخلي" محمود عباس