تحولت التحذيرات، التي أُطلقت قبل حوالى اسبوع، من احتمال حصول هجمات بأسلحة كيماوية، كابوساً وهاجساً يقلق شعوب عدد من الدول الغربية. وفي ما تسعى الادارة الاميركية الى تهدئة المخاوف في هذا الشأن، قال خبير في مكافحة الارهاب ان على الغرب تعوّد العيش تحت تهديدات محتملة بهجمات كيماوية. وفي الاطار نفسه، تحقق السلطات الالمانية في زيارة طالب، صديق لمشتبه به في الهجمات على نيويورك، الى محطة نووية. هامبورغ المانيا، طوكيو، واشنطن، باريس - أ ف ب، رويترز - بات التهديد بأعمال ارهابية بواسطة اسلحة كيماوية او جرثومية، حقيقية كانت او مزعومة، هاجساً للجميع في الولاياتالمتحدة حيث يعرب المسؤولون من سياسيين وعلماء عن قلقهم وذلك باتخاذ اجراءات ملموسة لتحضير البلاد لمواجهة هذا النوع من الهجمات. وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاثنين امام الجمعية العامة لدى مناقشة موضوع الارهاب ان "الخطر الاكبر يأتي من مجموعة لا دولة لها، وحتى من شخص ما، يملك سلاحاً نووياً او بيولوجياً او كيماوياً". واحتل الارهاب البيولوجي الذي خصصت له وسائل الاعلام برامج عدة، صلب تصريحات كبار المسؤولين الاميركيين نهاية الاسبوع الماضي وابرزهم وزير الصحة تومي تومسون الذي اوضح، للمرة الاولى، الاجراءات التي اتخذت لمواجهة الوضع، وقال في مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الاميركية: "لدينا ثمانية مواقع في الولاياتالمتحدة يوجد في كل منها 50 طناً من المعدات الطبية واللقاحات والمضادات الحيوية واقنعة الغاز اضافة الى معدات للمساعدة في عمليات التنفس. اننا مستعدون لمواجهة اي وضع ونتائج اي هجوم ارهابي بيولوجي مهما كانت طبيعته". الى ذلك قال الامين العام للبيت الابيض اندرو كارد لشبكة "فوكس" التلفزيونية الاميركية "لا اريد دق جرس الانذار لكننا نعرف ان المنظمات الارهابية ربما تكون عثرت على وسائل لشن حرب جرثومية او كيماوية". واكد وزير الصحة ان اجهزة وزارته تستطيع تسليم المعدات الطارئة خلال ساعات عدة والى "جميع ارجاء البلاد" كما حصل في نيويورك حيث وصلت شاحنات محملة معدات طبية بعد قليل من اعتداءات 11 ايلول سبتمبر الماضي. واضاف تومسون "لدينا سبعة آلاف طبيب وفريق مساعدة طبية في البلاد. سبعة الاف شخص جاهزون للتحرك" مشيراً الى ضرورة ان يكون هناك رد وطني في مواجهة ضعف الخدمات الصحية المحلية التي لا تملك التدريب الكافي او المعدات اللازمة لمواجهة هجمات ارهابية بيولوجية. الى ذلك طمأن رئيس الاكاديمية الوطنية للعلوم بروس البرتس الرئيس جورج بوش بالنسبة الى "تعبئة العلماء" ضد الابعاد الجديدة للارهاب وذلك في رسالة نشرت الاثنين. واكد وزير العدل جون اشكروفت حقيقة ان التهديدات ما تزال قائمة موضحاً ان "من سبب يدعو الى الاعتقاد بأن جميع المتورطين قضوا" في الهجمات الانتحارية مشيراً الى امكان "وجود آخرين في البلاد مستعدين للقيام بشيء ما". ولم يقتصر القلق من التهديدات بهجمات جرثومية او كيماوية على الولاياتالمتحدة، بل تعداها الى عدد من الدول الاوروبية واليابان حيث اعلن حرس السواحل امس انه اتخذ خطوات غير مسبوقة لتشديد اجراءات الامن حول المفاعلات النووية في شتى انحاء البلاد. من جهة اخرى قال مسؤولون ان الشرطة الالمانية تحقق في زيارة قام بها صديق شخص يشتبه بأنه من الخاطفين في الهجمات على مركز التجارة العالمي لمحطة طاقة نووية قرب هامبورغ خلال السنة. وقالت بترا اولمان الناطقة باسم الهيئة التي تُدير المحطة النووية ان طالب الالكترونيات في هامبورغ الذي قيل انه يدعى منير المتصدّق زار محطة الطاقة النووية "استادي" في المنطقة في رحلة جامعية خلال ايار مايو الماضي. واضافت "سلّمنا الشرطة قائمتنا للزوار". وقال ناطق باسم الجامعة الفنية في هامبورغ ان الرجل كان يعرف المصري محمد عطا وربما كان يعرف ايضاً آخرين في المؤامرة. ولم توجه تهم الى المتصدق، وقال في اتصال هاتفي من هامبورغ انه تحدث الى الشرطة وكان يعرف عطا، لكنه رفض ذكر اي تفاصيل.