انتقد محللون وسياسيون عرب في القاهرة اصدار مجلس النواب الامريكي لقانون محاسبة سوريا محذرين من تأثيره على الاستقرار في الشرق الأوسط واستغربوا تزامنه مع غارة شنتها اسرائيل أخيرا على موقع بالقرب من دمشق في حين اعلن لبنان رفضه لمطالبة سوريا بالانسحاب من اراضيه.وقال المحللون أن هذا القانون يصب في خانة تأييد السياسات الدموية لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يصر على فتح جبهات جديدة فى الشرق الأوسط من شأنها تقويض كافة محاولات فرض الاستقرار في المنطقة. وحذروا من أن يعيد القانون الأمريكي الجديد العلاقات الاسرائيلية المحدودة مع الدول العربية الى المربع صفر مشيرين الى أنه يأتي في اطار خطة لتطويق البؤر المضادة للسياسة الأمريكية في المنطقة. وأكدوا أن الولاياتالمتحدة كانت ستنجح في الحصول على ما تريده من سوريا حال الدخول معها في حوار مباشر وبرهنوا على هذه الرؤية بالنجاح الذي حققته واشنطن مع ليبيا فيما يتعلق بلوكربي وفي وضع أصعب كثيرا من حالة سوريا.وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية سفير مصر الأسبق في الولاياتالمتحدةالأمريكية السفير عبد الرؤوف الريدي أن قانون محاسبة سوريا صدر بعد ضغط هائل على الادارة الأمريكية من قبل اللوبي اليهودي وسيؤدي حتما الى زيادة التوتر في الشرق الأوسط خاصة بعد تعرض سوريا التي تعد أحد أطراف معادلات الحرب والسلام في المنطقة لضربة جوية اسرائيلية.وحذر الريدي من خضوع المواقف الأمريكية لتوازنات الانتخابات الرئاسية الأمريكية قائلا أن زيادة اعتماد واشنطن على اسرائيل في لعب أدوار خطرة تحجم واشنطن عن القيام بها مباشرة الآن قد يؤدي الى اشتعال المنطقة وبالتالي خلق وضع صعب لمصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. في ذات الاطار, اعلن وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة امس رفض لبنان مطالبة سوريا بالانسحاب من اراضيه وذلك ردا على ما ورد في قانون محاسبة سوريا الذي اقره مجلس النواب الاميركي معتبرا ان وجود او خروج الجيش السوري من لبنان هو قرار سيادي لبناني. وقال سماحة في تصريحات صحافية يمكن للكونغرس ان يصوت كما يشاء، اما وجود او خروج الجيش السوري من لبنان فهو قرار سيادي تحكمه السيادة اللبنانية والاتفاقات المعقودة بين البلدين. وكان مجلس النواب الاميركي اقر الاربعاء الماضي باكثرية ساحقة مشروع قانون يدعو الى فرض عقوبات على سوريا بتهمة مساندة الارهاب كما يدعو القانون الذي سمي محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبناندمشق للانسحاب من لبنان حيث ينتشر اكثر من عشرين الفا من جنودها.