موسكو، انقرة، باريس - "الحياة" - أ ف ب، رويترز - يلتقي ممثلون عن "تحالف الشمال" الافغاني المعارض والملك السابق محمد ظاهر شاه في انقرة يومي الاحد والاثنين للبحث في تشكيل حكومة بعد اطاحة حكم "طالبان" في كابول، فيما كرر الرئيس فلاديمير بوتين التشديد على ضرورة ان تضم اي حكومة افغانية مقبلة كل الاتنيات في البلاد، بما فيها الباشتون. وقال الموفد الدولي الى افغانستان السيد الاخضر الابراهيمي ان هدفه حالياً هو البحث مع الدول المجاورة "في ما يجب فعله" في اطار معالجة الازمة الافغانية. وقال بوتين، في مؤتمر صحافي، عقده بعد محادثات في موسكو مع الرئيس البرتغالي خورخيه سامبايو: "بعد العمليات في افغانستان، يجب تشكيل حكومة تتمتع بتأييد قوي من كل الجماعات العرقية التي تكون السكان في البلاد، بمن فيهم الباشتون الذين يشكلون الغالبية". ولاحظ الرئيس الروسي، من دون ان يوضح تماماً مقصده: "اننا نواجه اليوم مشكلة كبيرة: لا ينبغي ان نسمح لأي كان بإشاعة البلبلة لدى الرأي العام ولدى التحالف الدولي" في اطار الحملة على افغانستان. وقال "ان التحرك الدولي القائم في افغانستان بالغ الاهمية بيد انه ليس الا جزءاً من مقاومة الارهاب الدولي"، مشيراً الى ان المعركة تشمل "الاتجار في المخدرات والشبكات المالية وغيرها". واضاف: "سيكون من المهم ان تتمكن افغانستان من التعويل على الدول المجاورة مثل طاجيكستان وايران واوزبكستان وباكستان، لكن ايضاً على اوروبا والولايات المتحدة وروسيا"، مشراً الى انه لا ينبغي "التقليل من دور الاممالمتحدة" في هذه الظروف. وعن دور المنظمة الدولية، كرر ممثلها الخاص في افغانستان، في حديث الى صحيفة "لوموند" الفرنسية امس: "من المستحيل ايجاد الحل لمستقبل افغانستان في منهاتن الاممالمتحدة و"لا بد للمعنيين بالامر من المشاركة في تحديد هذا المستقبل". واوضح الابراهيمي ان هدفه "ان يتحدث الى الافغان والبلدان المجاورة بدءاً بباكستان وايران للبحث في ما يتوجب فعله... ليس من الوارد ان اشكل شيئاً ما، فالافغان هم الذين سيفعلون ذلك"، مؤكداً انه "توجد افكار كثيرة ولا بد من ان نرى كيف نجمع كل هذه الخيوط". واعرب الموفد الدولي الذي يفترض ان يقوم بزيارة لباكستان وايران، عن "قلقه الشديد من حدوث فراغ سياسي في كابول" لكنه رحب بتعاون جيران افغانستان لايجاد حل سياسي. وقال: "توجد ارادة سياسية ملموسة في مجمل الدول التي تملك نفوذاً أو لها مصالح في المنطقة. ان جميع الجيران يتحدثون عن توافق، ولا احد يطالب بأن يحكم اصدقاؤه وحدهم البلاد". وبعد ان ابدى تشككه في وجود "طالبان معتدلين" اشار مع ذلك الى ان "حركة طالبان واسعة" وان موظفين شباباً قد يكونون على استعداد "لخدمة اي نظام كان". وسيكون تشكيل حكومة افغانية مقبلة موضع مناقشة معقدة في انقرة، قادة "تحالف الشمال" الاحد والاثنين. وافاد مصدر تركي ان التحالف سيتمثل بوزير داخليته يونس قانوني في حين يمثل ستار سيرات الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه. واكدت الخارجية التركية ان انقرة لن تتدخل في المحادثات وستكتفي بتأمين حسن تنظيمها وامنها. واوضح مصدر تركي ان المنسق التركي لشؤون افغانستان السفير ايدمير ارمان الذي التقى اخيراً في نيويورك الابراهيمي، قد يلتقي الوفود الافغانية اثر انتهاء اجتماعهم. وينتظر ان يتم التطرق خلال الاجتماع الى تشكيل المجلس الاعلى للوحدة الوطنية الذي سيكلف بإدارة شؤون افغانستان بعد اسقاط نظام "طالبان". ويسعى تحالف الشمال جاهداً الى تشكيل مجلس العلى للوحدة الوطنية لاعداد النظام السياسي المستقبلي. ويتكون هذا المجلس من لائحتين، من 60 عضواً، تشملان خليطاً من ممثلي الجماعات الاتنية والسياسية. واللائحة الاولى التي يترأسها ظاهر شاه اكتملت بحسب مسؤول في التحالف. في حين ان تركيبة اللائحة الثانية التي اقترحها "تحالف الشمال" لم تتحدد بعد. ونظرياً يفترض بهذا المجلس الذي يضم 120 عضواً ان يتولى دراسة اجراءات عقد "لويا جيرغا" الاجتماع التقليدي لممثلي مختلف المناطق في افغانستان.