استقبل الرئيس فلاديمير بوتين نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتان شارانسكي الذي اكد ان روسيا ابدت "تفهماً اكيداً غير مشروط" لما تقوم به القيادة الاسرائيلية ازاء الفلسطينيين، فيما طالب اعضاء وفد برلماني روسي زاروا فلسطين باتخاذ موقف "منصف"، واكدوا أنهم سيثيرون اشكالية وجود مسلحين يحملون الجنسية الروسية ويشاركون في عمليات ضد الفلسطينيين. ويحظى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي وهو منشق سوفياتي سابق وأحد المتطرفين في الحكومة الاسرائيلية ب"رعاية" خاصة في موسكو ويعقد لقاءات مطولة مع رئيس الدولة ولا يعلن في الغالب عما يجري فيها. واكتفى شارانسكي هذه المرة بالإشارة الى انه "مرتاح للغاية" لنتائج اللقاء. وكان المسؤول الاسرائيلي اكد ان زيارته "الطارئة والعاجلة" تمت بتكليف من رئيس الحكومة ارييل شارون والهدف منها شرح الموقف الاسرائيلي و"ضرورات سلوكنا". وعقد فور وصوله مساء الثلثاء اجتماعاً مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف واكد ان الموقف الذي عرضه وجد صدى في روسيا، وقال: "لقد وجدت تفهماً اكيداً غير مشروط ان لم أقل تضامناً كاملاً". وزاد ان روسيا ايدت انه "لا يوجد ارهابي جيد وآخر سيء بل ثمة ارهاب تنبغي محاربته أياً كانت البراقع الايديولوجية التي يتستر بها". وقال ان روسيا طلبت من عرفات "تسليم القتلة" الذين اغتالوا وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. ووجه شارانسكي اتهامات عدة الى الرئيس ياسر عرفات، وقال انه "مُلْهم الارهاب وداعمه". واضاف ان المفاوضات مع الفلسطينيين في الوقت الحاضر ستكون "تنازلاً للارهاب". وفي اشارة الى رفض التفاوض مع عرفات، قال ان "المفاوضات لن تنجح إلا اذا جرت مع شريك ... يريد تحسين حياة شعبه وعرفات ليس مثل هذا الشخص". واكد شارانسكي ان "رجال عرفات" ساعدوا أحد منفذي عملية اغتيال زئيفي في الانتقال الى أراضي السلطة الفلسطينية. وطلب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي "تعميق وتوسيع" التعاون بين الاجهزة الامنية الروسية والاسرائيلية لمحاربة "الارهاب الدولي". وبلهجة متشددة طالب شارانسكي روسيا بأن "تفعل اكثر بكثير مما فعلت لتشديد الرقابة على تصدير التكنولوجيا ومنع وصولها الى ايران". ولم تفند موسكو ما ورد على لسان المسؤول الاسرائيلي، إلا ان وزارة الخارجية أصدرت بياناً مقتضباً أشار الى ان الجانب الروسي أشار الى أهمية "تنشيط الجهود لخفض التوتر وتجاوز المجابهة" استناداً الى "خطة ميتشل". إلا ان مجموعة من اعضاء مجلس الدوما النواب عقدت امس مؤتمراً صحافياً اثر زيارة للاراضي الفلسطينية طالبت بموقف "منصف" مما يجري هناك. واكد النواب الذين ينتمون الى كتل الوسط وليس الى الاحزاب اليسارية المتعاطفة تقليدياً مع الفلسطينيين ان الوضع المتوتر في المنطقة هو نتيجة رفض اسرائيل تنفيذ التزاماتها وفق اتفاقات سابقة، في حين ان الجانب الفلسطيني مستعد لتنفيذها. واكد اعضاء الوفد انهم سيثيرون في البرلمان وعلى مستوى اشتراعي مشاركة اشخاص يحملون الجنسيتين الاسرائيلية والروسية في عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين.