طالبت واشنطن اسرائيل بالانسحاب فوراً من الأراضي الفلسطينية التي أعادت احتلالها أخيراً وعدم العودة إليها ثانية. واجمعت الفصائل والتنظيمات الفلسطينية على انتقاد قرار السلطة حظر نشاط الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، "كتائب الشهيد ابو علي مصططفى"، التي اعلنت مسؤوليتها عن اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي. ورحب وزير الخارجية الاميركي كولن باول بالقرار، فيما حافظ الجيش الاسرائيلي على مواقعه عند مداخل ومشارف لست مدن فلسطينية اعاد احتلالها أخيراً، وأكدت مصادره ان هذا الاحتلال "سيستمر"، مشيرة الى نيته "توسيع نطاق عملياته العسكرية" في الايام المقبلة. راجع ص 8 10. وأبلغت مصادر دبيبلوماسية ل"الحياة" أن واشنطن قلقة من احتمال أن يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون قد غيّر اسلوب التعاطي مع السلطة وقرر أن يقضي علىها، بعدما كانت تلقت منه سابقاً تعهدات أن هذه السلطة ليست مستهدفة. وصرح الناطق باسم الخارجية الأميركية فيل ريكر بأن التصرفات الاسرائيلية الاخيرة ساهمت في تصاعد أعمال العنف، وطلب من اسرائيل أن تسحب قواتها فوراً من المناطق التي احتلتها وأن لا تعود إلى دخولها ثانية. ودان بشدة سقوط ضحايا مدنيين فلسطينيين، وطلب من الجيش الاسرائيلي أن يكون أكثر انظباطاً وضبطاً للنفس. وانتقدت الفصائل الفلسطينية اعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية 26 من عناصر "الجبهة الشعبية" بمن فيهم اعضاء في المكتب السياسي واعضاء في المجلس الوطني. وكان المجلس الاعلى للأمن القومي الفلسطيني" قرر ليل الاحد - الاثنين "اعتبار كل من حاولوا التستر باسم الشهيد البطل ابو علي مصطفى ويزعمون انها مجموعات تحمل اسم الشهيد ويقومون باعمال مشبوهة تضر بالمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني وكان آخرها اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي ... مجموعات مشبوهة وخارجة عن القانون". وأكد عضو اللجنة العليا في حركة "فتح" النائب المقدسي حاتم عبد القادر ان قرار المجلس "غير مبرر ويعكس حجم الضغوط التي تتعرض لها السلطة من قبل الولاياتالمتحدة والاحتلال الاسرائيلي". وتساءل عن مغزى تعريض الجبهة الداخلية للخطر "في الوقت الذي لا يوجد حتى مبادرة او مقترحات عملية تحمل السلطة على اتخاذ مثل هذه القرارات على رائحة الشواء فقط". ودانت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس القرار أيضاً، ودعت الى التراجع عنه والى وقف "كل اشكال التنسيق الامني" مع اسرائيل. باول من جهة اخرى رويترز ابلغ الوزير باول الصحافيين المسافرين معه في زيارة لآسيا ترحيبه بحظر الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية" واعتبره "خطوة جيدة". وقال انه دعا شارون والرئيس ياسر عرفات وعددا من القيادات الرئيسية في الشرق الاوسط الى "محاولة معرفة ما اذا كنا نتذكر أين كنا قبل اسبوع". وأضاف: "شجعت شارون على ممارسه كل أساليب ضبط النفس الممكنة لأننا يجب ان نفكر في ما يأتي، كما شجعت الرئيس عرفات على بذل كل ما في استطاعته لاعتقال المسؤولين عن هذا العمل الارهابي الذي جرى في الفترة الاخيرة". واشار الى ما وصفه بمؤشرات مشجعة ومنها تحسن المشاروات الامنية بين الجانبين قبل اغتيال زئيفي. وأضاف ان شارون ينوي الانسحاب من المناطق التي دخلتها قواته عندما يقوم بالاعتقالات وتهدأ حدة العنف. "واكد لي شارون كذلك انه مازال ملتزماً عملية لجنة ميتشل وانا اتطلع إلى محادثاتي مع وزير الخارجية بيريز" الموجود في واشنطن. صفقة؟ وفي تل ابيب، نفت مصادر سياسية رفيعة المستوى أمس نبأ نشرته صحيفة "معاريف" عن ضغوط أميركية على شارون ووعيد من الادارة بمعاقبته لاحقاً بسبب غزوه الاراضي الفلسطينية. وذكرت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تسعى حالياً، على رغم غضبها عى شارون الى ابرام "صفقة" معه تقضي بتنازل الخارجية الأميركية عن فكرة اطلاق مبادرة سياسية جديدة لحل النزاع في مقابل التزامه عدم تقويض السلطة وتقليص حجم التوغل في المناطق الخاضعة لسيادتها. وأكدت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الاسرائيلي للاذاعة العبرية ان ثمة صفقة كهذه تلور حالياً. الى ذلك، اجتمع مسؤولون كبار من الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي امس مع عرفات. وصرح الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة فرد اركهارت بأن المجتمعين اصدروا بيانا حضوا فيه عرفات على "بذل جهود ناشطة لمكافحة الارهاب وتعزيز اوامر السلطة بوقف النار"، وطالبوا اسرائيل بالتزام الاتفاقات القائمة وبسحب قواتها "فورا من مناطق أ الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية".