تكرس الجولة التي يبدأها وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان بزيارة ليبيا التطبيع التام للعلاقات الفرنسية - الليبية، بعدما انقطع التعاون الثنائي بين البلدين على مدى عشر سنوات. وقال جوسلان ان هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها مسؤول فرنسي، في اطار التعاون الثنائي الذي غاب منذ عشر سنوات. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك التقى الزعيم الليبي معمر القذافي في قمة القاهرة على هامش قمة افريقية. وتشكل زيارة جوسلان تكريساً لإطلاق المزيد من التعاون بين البلدين. وذكر جوسلان ان تعليق العقوبات منذ نيسان ابريل 1999 سمح باستئناف سريع للعلاقات بين البلدين. وتابع ان فرنسا ترحب برفع العقوبات عن ليبيا، وان الوفاق بين الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، اساسي للتوصل الى هذا الهدف. ورحب جوسلان بالمشاورات التي تجريها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على صعيد السفراء مع ليبيا بشأن الشروط التي ينبغي على الجانب الليبي تلبيتها، لرفع العقوبات عنها. ورأى ان الزيارة مهمة، لكنه لم يتأكد بعد ما اذا كان سيتخللها لقاء مع الزعيم الليبي، وان ما هو وارد في برنامجه حتى الآن هو لقاء مع أمين الشؤون الافريقية عبدالسلام التريكي. السودان وينتقل جوسلان من ليبيا الى السودان الثلثاء المقبل في الزيارة الثانية التي يقوم بها الى هذا البلد. وتنظوي زيارة جوسلان الى كل من ليبيا والسودان، على أهمية خاصة كونها تأتي بعد احداث 11 ايلول سبتمبر وستتناول المساعي المبذولة لمكافحة الارهاب. وقال جوسلان ان موقف السودان من أحداث 11 هو من النوع الذي يسهّل عملية استعادة السودان مكانته في المجتمع الدولي، وان فرنسا اخذت علماً بالتقدم الذي تحقق على صعيد الحياة السياسية السودانية، والمطابق لما كانت فرنسا توقعته. وقال ان السلطات السودانية ابتعدت عن "الاسلام المتطرف لحسن الترابي"، واشار الى ان ذلك وتحسن علاقات السودان مع مصر واوغندا ودول افريقية عدة، يظهران رغبة السودان في العودة الى المجتمع الدولي. وذكر ان محادثاته في كلا البلدين ستتناول التعاون الاقتصادي والثقافي.