"المختار من شعر الخنساء" عنوان احدث كتاب صدر ضمن سلسلة مكتبة الاسرة التابعة للهيئة المصرية للكتاب. وفي تقديمه المختارات يعرّف الكاتب المصري محمد عناني الخنساء بقوله: "هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد، والخنساء لقب غلب عليها، لقبت به تشبيهاً لها بالبقرة الوحشية في جمال عينيها، تزوجت أولاً رواحة بن عبدالعزيز السلمي، ولما ظهر الاسلام أسلمت الخنساء مع قومها بني سليم، وانبعثت مع المسلمين لفتح بلاد فارس ومعها اولادها، فقُتل اولادها في موقعة القادسية سنة 638م فقالت لما بلغها خبر مقتلهم: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مقر الرحمة". وعن ترتيب المختارات يقول عناني: "أبقينا ترتيب ديوانها على حروف الهجاء لأنه لا يحتوي من الفنون الشعرية إلا الرثاء الممزوج بالفخر، اللهم إن لم يكن بعض مقاطع فخرية مستقلة، لا تستحق أن يُفرد لها باب خاص بها، ولقد وضعنا لكل قصيدة عنواناً مأخوذاً من القصيدة نفسها، وشرحناها شرحاً يوضح ألفاظها ومعانيها". من المعروف أن الخنساء في أول أمرها كانت تقول الشعر ولا تكثر، حتى قُتل أخواها معاوية وصخر فحزنت عليهما حزناً شديداً، وخصوصاً على الاخير، وتحت عنوان "ضاقت بي الارض" تقول الخنساء في رثاء صخر: "ضاقت بي الارض وانقضت محارمها/ حتى تخاشعت الأعلام والبيد/ وقائلين تعزي عن تذكره/ فالصبر! ليس لأمر الله مردود/ يا صخر قد كنت بدراً يُستضاء به... ويعلق عناني على معاني اشعار الخنساء فيقول "إنها على سذاجة معانيها، وتكرارها ومغالاتها في وصف حزنها ومناقب أخيها صخر، فشعرها محبب قريب الى القلوب، بما فيه من عاطفة صادقة...".