عبر وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عن اقناع السعودية - والعرب والمسلمين عموماً - بأن "موقف الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية غير العادل واللاانساني، هو الذي يقف وراء الشعور المعادي لدى الانسان العربي ضد هذه الدول". وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده اول من امس وخصصه للحديث عن الارهاب، وتداعيات الهجمات التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن، حض وزير الداخلية السعودي على ضرورة العمل لمعالجة اسباب الارهاب، قائلاً: "على الجميع ألا ينظر فقط في مكافحة الارهاب بل كذلك في اسبابه لمعالجتها". ورأى ان اهم الاسباب التي تؤدي الى الارهاب، الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وقال: "اذا حصلت من عرب أو مسلمين مشاركة في عمل ارهابي، فلا ننسى ان من دفعهم الى هذا العمل انهم اخذوا بقضايا حية تعاني منها الامة العربية، وفي مقدمها قضية فلسطين"، لافتاً الى "الظلم الذي يعيشه اخواننا في فلسطين الآن، وتقتيل النساء والاطفال والرجال، وهدم المنازل على اهلها، والاعمال التي ترتكبها اسرائيل في وضح النهار بقوتها وطائراتها ودباباتها واسلحتها، مع اناس لا يحاربون الا بالحجارة والدفاع عن وطنهم". وعكس سؤال طرحه احد الصحافيين السعوديين توجه الرأي العام العربي تجاه الولاياتالمتحدة: "هل تعتقدون ان الولاياتالمتحدة وهي حامية اسرائيل - ام الارهاب - وتستخدم حق النقض في مجلس الأمن لمصلحتها، مؤهلة كي تكون قائدة نزيهة لمكافحة الارهاب الدولي؟". وأجاب الأمير نايف بن عبدالعزيز بأن "الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية تقف موقفاً غير عادل ولا انساني من القضية الفلسطينية، وتساعد اسرائيل في امور متعددة". وتابع محذراً: "اذا لم تعد هذه الدول النظر في موقفها من القضية الفلسطينية ستستمر المشاكل حتى لتلك الدول، وسيستمر الشعور غير الودي والمعادي لدى الانسان العربي ضد تلك الدول، واعتقد ان هذا ليس من مصلحتهم، ونقول ان اشارات الخطر واضحة ويجب ان يواجهوا هذا الواقع". عودة فلسطين لأبنائها ودعا المجتمع الدولي الى ان يأخذ القضية الفلسطينية "مأخذ الجد والوقوف مع الحق، وان تعود فلسطين لأبنائها، اذا اردنا ان ننهي فعلاً اي دوافع - للارهاب - تنشأ من الوطن العربي". واكد ضرورة التمييز بين الارهاب الذي يسعى المجتمع الدولي الى مكافحته، وبين سعي الفلسطينيين الى الحصول على حقوقهم، واضاف: "لا يمكن في أي حال ان يُسمى اي عمل للفلسطينيين في وطنهم ارهاباً". "التغرير بالسعوديين" ولم ينف وزير الداخلية السعودي وجود مواطنين سعوديين "غُرر بهم"، وانضموا الى تنظيمات ارهابية، وتحدث عن الأسباب قائلاً: "ما ثبت لدينا من اسباب لهذا هو التغرير بهم باسم الاسلام، وباسم القضايا العربية. هم مؤمنون بدينهم وبقضاياهم لكن الخطر هو كيفية تعاملهم مع هذه القضايا، والملاحظ ان افكارهم تشحن بأساليب لا تمت الى الاسلام بصلة". واكد ان السلطات السعودية لا تشجع مواطنيها ولا تسمح لهم بالمشاركة في القتال في دول اخرى، وزاد: "نسمح للسعوديين بالمشاركة في اعمال الاغاثة ومساعدة الانسان المتضرر، ولكن لا نسمح ولن نشجعهم على التدخل في الشؤون الخاصة لأي دولة". واوضح ان ما يحصل من ملاحقات دولية ضد الارهاب لا يعني ان مساعي السعودية لتقديم المساعدات الخيرية والمؤن للمسلمين في العالم ستتوقف، مشيراً الى وجود اساليب لدى السلطات السعودية للتأكد من ان هذه المساعدات تذهب الى المحتاجين وليس الى جهات مشبوهة. ودعا المجتمع الدولي الى توقيع اتفاق دولي لمكافحة الارهاب مماثل للاتفاق الامني العربي في هذا المجال، والذي وقع قبل سنتين. الى ذلك استنكر وزير الداخلية السعودي اشارة بعض اجهزة الاعلام خصوصاً الغربية، الى اسامة بن لادن باعتباره سعودياً، ووصفه بأنه "انسان شذ عن الطريق وعندما وجدنا في المملكة انه لا يتحلى بأخلاق الانسان السعودي وطلب منه ان يعود ويكف عن أساليبه فلم يستجب، اسقطنا عنه الجنسية السعودية. لذلك نرفض رفضاًَ قاطعاً ان يقال انه سعودي، ونعتبر ذلك تجنياً على المملكة ومواطنيها". وانتقد قيام "بعض القنوات العربية" بالترويج لابن لادن.