اعتبر وزير الشؤون العامة الايطالي المكلف اجهزة الاستخبارات فرانكو فراتيني تصريحات أدلى بها مسؤولون في الجالية الاسلامية في ايطاليا "خطرة وباعثة على القلق". وقال ان "هناك بعض الأئمة من الجالية الاسلامية في ايطاليا الذين يعتقد بأن لهم صلة بالجماعات المرتبطة بأسامة بن لادن يستخدمون مصطلحات وتعبيرات خطيرة ومرفوضة وهي مواقف لن تتأخر الحكومة الايطالية باتخاذ ما يلزم تجاهها من الخطوات القانونية المناسبة". وجاءت مداخلة فراتيني امام مجلس النواب الايطالي الذي طالب اعضاؤه الحكومة بتوضيح الموقف من تصريحات أدلى بها أحد أئمة مسجد تورينو وأثارت جدلاً كبيراً، خصوصاً لجهة نفيه أي أدلة تدين بن لادن. وقال الوزير "ان بعض هؤلاء يستخدم تعبيرات خطيرة ومرفوضة لأنها تتطابق مع المواقف التي يعلنها الارهابيون أنفسهم"، مؤكداً ان "الحكومة الايطالية ستتخذ ما يلزم في هذا الصدد". وأشار فراتيني الى ان الجماعات الاسلامية في ايطاليا والتي نعتقد بأن بعض عناصرها قريبة من تنظيم "القاعدة" تتركز في مدن تورينو وميلانو وبولونيا وروما ونابولي، والى ان غالبية هؤلاء من جنسيات دول شمال افريقية، مشدداً على ان التحريات "لا تستهدف الناس الذين يؤمنون بالدين الاسلامي، والذين يضمن لهم الدستور الايطالي المساواة الكاملة مع الايطاليين في ممارسة شعائرهم الدينية". واكد فراتيني ما كانت الأنباء أشارت اليه في الأيام الماضية عن نشاط تنظيم يحمل اسم "جماعة المقاتلين التونسيين" التي تمتلك "خلايا فاعلة في فلورنسا وميلانو ولها صلات مع خلايا أخرى في المانيا وبلجيكا". وأشار الى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية لها خلايا في ميلانو وروما ونابولي وباري. على صعيد آخر شهدت الساحة السياسية الايطالية جدلاً حاداً في شأن دعوة أحد زعماء رابطة الشمال الانفصالية الايطالية الى "اغلاق الابواب امام العرب والمسلمين". وقال الزعيم الانفصالي فرانشيسكو سبيروني "علينا ان نضع حداً للهجرة العربية والاسلامية". ورد وزير العمل في الحكومة الايطالية روبيرتو ماروني وهو من رابطة الشمال بشكل غير مباشر على زميله، مؤكداً "ان الحكومة الايطالية لن تلجأ الى خطوات عنصرية أبداً". وقال: "أنا لا أرى كيف في الامكان تمييز الناس على اساس معتقداتهم. واذا كانت هناك بلدان، كأفغانستان، تفعل ذلك، فإننا لن نلجأ الى هذه الخطوة أبداً وذلك لأننا، ببساطة، لسنا من طالبان". لكنه اضاف: "علي ان أشير الى ان حساسية الرأي العام تجاه الاسلام ارتفعت في الآونة الأخيرة، وان هناك بعض ممثلي الجالية الاسلامية في بلادنا يطلقون الكلام على عواهنه، الأمر الذي يؤدي لا محالة الى زيادة مخاوف الايطاليين".