"اتّكالنا على سيبرو"، قالها مراسل شبكة "أن. بي. سي." في إحدى النشرات المسائية، وكان يرفع علبة هذا المضاد الحيوي أمام الكاميرا. وبهذه العبارة، يكون قد رفع شعار المرحلة في الولايات المتّحدة، إذ تأكدت حتى الآن 33 اصابة بالجمرة الخبيثة، بينها 92 موظفاً في مكتب السناتور داشل وحال وفاة واحدة. وأدى الأمر إلى موجة من الهلع واستشراء الطلب على دواء "سيبرو"، داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا أيضاً، على سبيل الحيطة والحذر، بينما يحاول مكتب التحقيقات الفيديرالي كشف مصادر الرسائل التي تحتوي "المسحوق الأبيض الخبيث". ودعا وزير الصحة والخدمات الانسانية تومي تومسون الاميركيين إلى عدم التقاطر على شراء "سيبرو فلوكساسين"، المضاد الحيوي لجرثومة "انثراكس" التي تؤدي الى مرض الجمرة الخبيثة. ولكن مع ارتفاع الطلب على هذا الدواء في الولايات المتّحدة عموماً، وفي نيويورك وفلوريدا خصوصاً، ولئلا يتأخر انتاجه بالكميات المطلوبة، يحث الموظفون الفيديراليون شركة "باير" صانعة "سيبرو" على زيادة الانتاج بمعدلات تفوق المستويات المقررة راهناً. وكانت شركة "باير" تراقب الطلب على "سيبرو" بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، وتضع خططاً لزيادة انتاجه. واتّخذت شركات الادوية وتوزيعها عموماً اجراءات للحد من التدفّق على المضاد الحيوي. وأشارت مؤسسات احصائية إلى ارتفاع مبيعاته بين 25 و50 في المئة. ومن خلال مواقع الانترنت التي خُصّصت لتقديم معلومات عن الداء والدواء، تبيّن أولاً أن سعر حبة "سيبرو" الواحدة يتراوح ما بين 5 دولارات و8 دولارات، علماً أنه ينبغي تناوله مرتين يومياً، لمدة 60 يوماً. وبذلك، تصل تكاليفه إلى ما بين 600 دولار و960 دولاراً. واتضح أيضاً أنه ليس الخيار الافضل لبعض الاشخاص، بسبب اعراضه الجانبية. ولا يُنصح بوصفه للحوامل والاشخاص دون الثامنة عشرة من العمر، لأنه يؤدي إلى الوفاة. ويفضّل عدم التعرض لأشعة الشمس وتناول عقاقير أخرى أثناء تناوله. إلى ذلك، نشرت مجلة "كادوسيه.نت" الفرنسية الاثنين الماضي، أن باحثين اميركيين نجحوا في تحصين فئران تعرضت للجمرة الخبيثة، بواسطة لقاحات صنعوها من اجزاء من جينات الجرثومة المسببة للمرض. وسجلوا ازدياد مناعتها ضده، وأن اللقاح يحمي الفئران بعد سنة على تلقيحها.