توقعت أوساط فلسطينية مطلعة أن يكون اللقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، مدخلاً للقاء بين عرفات والرئيس الأميركي جورج بوش يمكن عقده على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة منتصف الشهر المقبل. وقالت "ان ورقة عرفات في التحالف الدولي" ضد الارهاب، خصوصاً في محطته الافغانية، هي "ورقة قوة". لكنها نبّهت الى اكتفاء واشنطنولندن باجراءات "تجميلية" تتمثل حالياً بمبدأ قيام دولة فلسطينية "ذلك ان الشيطان في التفاصيل… وعلينا الا نحلم بعمل زائف". وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية امس ان شارون أكد في اجتماع لحزبه ليل الاثنين الماضي ان "اتفاقات اوسلو لم تعد موجودة وباتت جزءاً من الماضي" لكنه اشار في الوقت ذاته الى انه "مستعد للقبول بدولة فلسطينية في اطار اتفاق شرط ان لا تهدد امن اسرائيل". واضاف شارون "لن يتم دفعنا الى الخط الاخضر ومن يفتح عينيه يرى ان هذه الدولة قيد الانشاء على اي حال" غير انه اشترط موافقته عليها بان تكون منزوعة السلاح وان تحتفظ اسرائيل بسيطرتها على حدودها الخارجية. ولفتت المصادر الى ان بلير كان "رفض استقبال" عرفات لفترة طويلة "وأهم ما في اللقاء هو الزيارة في حد ذاتها". وقالت ان لندن تحركت "حرصاً على التحالف الدولي وأهمية الورقة الفلسطينية فيه". وزادت ان بلير "قد يتوسط مع بوش لعقد لقاء بينه وبين عرفات"، رجّحت ان يعقد، اذا أُقرّ، على هامش المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك التي تبدأ في 10 الشهر المقبل. وحذّرت المصادر من تضخيم اهمية تبني كل من واشنطنولندن مبدأً عاماً لقيام دولة فلسطينية "ذلك ان السؤال هو، على اي مساحة، وفي اي حدود؟ ستقام هذه الدولة". ولفتت الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون "مستعد للموافقة على قيام دولة فلسطينية على 42 في المئة من الاراضي المحتلة". وقالت ان القيادة الفلسطينية تدرك "ان ما قد يقتل الدولة هو التفاصيل، وهي تخشى ان تجرف التفاصيل المبدأ العام". مع ذلك، اقرّت المصادر بأهمية المواقف التي صدرت عن بوش وبلير الى جانب اهمية زيارة عرفات الى لندن. وقالت ان "هذه الزيارة عبارة عن فتح بوابة واشنطن امام عرفات"، والخطاب السياسي الاميركي والبريطاني "اخذ منعطفاً جديداً حين ابرز مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية. لكن الخطورة في الاكتفاء بالمبدأ العام وترك التفاصيل للاسرائيليين".