كشف المستشار الالماني غيرهارد شرودر اثر اجتماعه مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان المجتمع الدولي يمارس حالياً "ضغوطاً على الجانبين" الاسرائيلي والفلسطيني لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. ودعا الملك الأردني الذي وصل الى برلين من لندن امس في زيارة عمل تستمر يوماً، المجتمع الدولي الى "التحرك بسرعة لوضع عملية السلام في الشرق الأوسط على سكة السلام" حتى لا تستغلها المجموعات الارهابية وتستغل فقر الناس ويأسهم. وقال في مؤتمر صحافي مشترك انه "لا يمكن الا عن طريق السلام ان ننعم باستقرار اقليمي وبأمن". ورداً على سؤال ل"الحياة" عن رأيه في دعوة وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الى "مساومة تاريخية" بين اسرائيل والفلسطينيين لحل الأزمة، قال العاهل الأردني: "اعتقد اكثر من أي وقت مضى ان على العالم ان ينظر الى المستقبل. واعتقد ان الاسرائيليين والفلسطينيين بعد سنوات الانتفاضة يعرفون ان الطريق الوحيد هو التقدم الى أمام وحل الأزمة بين الجانبين. واعتقد ان المساومة يجب ان تكون ليس فقط بين الطرفين وانما بين كل المجتمع الدولي للوصول الى حل نهائي للوضع". ورداً على سؤال آخر ل"الحياة" عما اذا كان المستشار الالماني شعر بأن الرئيس الاميركي جورج بوش يشارك وجهة نظره بأن محاربة الارهاب تتطلب الوصول الى حل لأزمة الشرق الأوسط اثر اجتماعه به في واشنطن قبل يومين، قال شرودر: "الرئيس بوش وانا أوضحنا بقوة في مؤتمر صحافي الى أي حد هناك اهتمام لدى الولاياتالمتحدة والمانيا في ادخال حيوية جديدة الى عملية السلام في الشرق الأوسط". واضاف ان الأزمة "بحاجة الى حيوية جديدة، ونحن على توافق مع الولاياتالمتحدة ومع الاممالمتحدة والاتحاد الأوروبي على ضرورة ممارسة ضغوط على الجانبين لتحريك عملية السلام". وشدد كل من شرودر والملك عبدالله على الوقوف صفاً واحداً ضد الارهاب وأيدا العمليات العسكرية الجارية في افغانستان مع العمل على تقديم المساعدات الانسانية الى مواطنيها. وقال الملك عبدالله: "الأردن يقف الى جانب التحالف ضد الارهاب ونحن سنقوم بدورنا فيه. ان ما يجري ليس نزاعاً بين شرق وغرب، والارهابيون الدوليون أعداء الغرب والشرق والعرب والاسلام وكل الانسانية، وهم يريدون حرب الثقافات والحضارات ولن نسمح لهم بتحقيق ذلك". ودعا الى مكافحة الفقر واليأس واعطاء الناس أملاً بالمستقبل. واكد المسؤولان وجود امكانات كبيرة لزيادة التعاون الثنائي، خصوصاً على صعد التجارة والاقتصاد والاستثمارات في الأردن. واضافة الى بريطانيا والمانيا سيزور العاهل الأردنيايطاليا وتركيا. من جهة اخرى أ ف ب، ربط شرودر مجدداً فرص نجاح مكافحة الارهاب في العالم بحل مسألة الشرق الاوسط. وقال في خطاب امام البوندستاغ البرلمان امس: "ما لم نسو هذا النزاع فإننا نسمح بذلك للإرهابيين ومن يساعدهم باستغلال مشاعر الجماهير التي يطالها النزاع للوصول الى أغراضهم الإجرامية". وأضاف: "إننا على اتفاق تام في هذه الرؤية مع الأممالمتحدة وما يبذله وزير الخارجية يوشكا فيشر من جهود في الشرق الاوسط يمثل جانباً من المسؤولية التي تنهض بها ألمانيا". الى ذلك، عقد وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر امس في برلين اجتماعا مع نظيره العماني يوسف بن علوي بن عبدالله اعلنا في ختامه توافقهما على أن الاسلام كدين لا علاقة له بالارهاب الذي يجب أن يحارب من كل العالم المتمدن. وأيد وزير خارجية سلطنة عُمان الحملة الدولية الجارية ضد الارهاب الدولي، لكنه قال انه عرض على الوزير فيشر نتائج مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي شارك فيه في قطر والمرتكزة على ثلاثة مبادئ: عدم ربط الاسلام بالارهاب، عدم نسيان القضية الفلسطينية كمفتاح أساسي لمكافحته وعدم الموافقة على توسيع العمليات العسكرية على دول ومناطق أخرى.