سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" سألت ثلاث شخصيات فلسطينية بارزة عن الموقف المطلوب من عرفات والعرب . هل ينحني الفلسطينيون للعاصفة لانتهاز فرصة "في الافق" ام يواصلون انتفاضتهم التي جذبت اهتمام اميركا والغرب ؟
} هل ينحني الفلسطينيون امام العاصفة ويوقفون انتفاضتهم ويستثمرون "الفرصة التي لاحت في الافق" والتي يتحدث عنها الجميع ولا يعرف احد شيئاً عن حيثياتها، ام يستمرون في انتفاضتهم ومقاومتهم، اي "سلاحهم الوحيد" الذي جذب اهتمام الولاياتالمتحدة والغرب باسره وحول قضيتهم الى قضية محورية عالمية؟ يبدو واضحا للعيان ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يحاول "الامساك" بما يصفه مسؤولون فلسطينيون بأنه "فرصة قوية جدا لايجاد حل عادل ودائم للقضية" خصوصا بعد اعلان الرئيس الاميركي المبهم ان "الدولة الفلسطينية طالما وجدت في الرؤية العامة" للسياسة الاميركية ازاء الحل في الشرق الاوسط شريطة ان يضمن ذلك بقاء الدولة العبرية. "الحياة" تحدثت الى ثلاث شخصيات فلسطينية حول هذه المسألة. قال وزير الشؤون البرلمانية الفلسطيني نبيل عمرو، وهو احد مستشاري عرفات، ان "الخيارات اصبحت مختلفة وان اللعبة الدولية تغيرت وسنعمل مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية ومع كل من هو مستعد لاعادة الاستقرار من اجل ان نستفيد تماما من هذه الفرصة باتجاه اقامة الدولة الفلسطينية التي ستكون جزءا من المنظومة العالمية الحديثة". واقر الوزير الفلسطيني ب"الصعوبات الكبيرة" التي تواجه السلطة الفلسطينية في اقناع الشارع الفلسطيني من خلال تشكيلاته المختلفة ب"تفهم الخطوات السياسية" التي بدأت بتنفيذها السلطة بما في ذلك الاعلان عن وقف النار والاوامر المشددة بهذا الشأن وصولا الى احداث غزة التي احدثت انتكاسة للوحدة الوطنية التي تجسدت خلال العام الماضي. ورغم ما حدث في غزة، استبعد الوزير الفلسطيني حدوث "مواجهة" بين السلطة والشارع الفلسطيني، خصوصا ان ما حدث قبل يومين يتجاوز مظاهرة سياسية ويسلط الضوء على تراكم الاحباط واليأس والامل والمعاناة لفلسطينيين يعيشون في سجن كبير معتم لا يلوح في افقه اي ضوء وسط اوضاع اقتصادية مزرية ومظاهر فساد مستشرية. واوضح المحلل السياسي والاستاذ الجامعي الدكتور زياد ابو عمرو ان وجهة نظر السلطة الفلسطينية هي انه يجب "الانحناء ولو تكتيكيا لتفويت الفرصة على اسرائيل ومحاولاتها المستعرة لوصم الانتفاضة بالارهاب وضغوطها على الادارة الاميركية بادراج بعض الحركات والتنظيمات الفلسطينية على قائمة الارهاب الذي تشن حربها الحالية عليه". واضاف ان ذلك يعني انه سيكون مطلوبا من السلطة الفلسطينية ان تحارب هنا هذه التنظيمات وان لم تفعل فسيتم ادراجها على القائمة ذاتها. وأكد ابو عمرو ان الوجه الاخر للصورة يعني ان القبول بوقف النار يعطي صدقية للموقف الاسرائيلي ويسجل على الفلسطينيين انهم هم من يقومون بأعمال عنف، علما ان اسرائيل تواصل اعتداءاتها سواء اطلق الفلسطينيون النار ام لا. وزاد ان معظم القوى الوطنية والاسلامية أبدى "تفهما" لموقف السلطة الحالي. غير انه اشار الى ان هذه القوى "لن تبقى ساكنة الى الابد ولن ترضى بالتضحية بهدف الانتفاضة الاستراتيجي في سبيل التكتيكي على رغم اهميته". ويبرز السؤال، ما الذي ينبغي على السلطة الفلسطينية ان تفعله في مواجهة المستجدات الدولية التي صبت في مسار القضية الفلسطينية سواء رضي الفلسطينيون او غيرهم بذلك او لم يرضوا؟ أكدت المفوضة العامة لشؤون الاعلام في الجامعة العربية الدكتورة حنان عشراوي ان الفلسطينيين بمؤسساتهم المدنية والتشريعية والمجتمع المدني "سيقفون بالمرصاد لاي انتهاك للحريات والحقوق تحت كل الظروف". وفي المقابل، اوضحت ان السلطة الفلسطينية مطالبة ب"خطاب داخلي صريح وواضح وجريء من خلال رسم سياسة واضحة افتقدها الفلسطينيون في الفترة الاخيرة وحل محلها خطاب ميداني اتسم بلهجة التصعيد والمواجهة تمشيا طبيعيا مع التفاعلات النضالية الميدانية". واضافت ان "الانتفاضة هي وسيلة للتعبير عن إرادة شعب في التحرير ولا يجب ان يكون هدفنا الحفاظ عليها. الهدف يجب ان يكون الوصول الى التحرير". وقالت ان على السلطة ان تتعامل مع الشارع الفلسطيني "باحترام ومسؤولية وان تجري الاصلاحات الداخلية المطلوبة وتشرك مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التشريعية والقوى والتنظيمات في صنع القرار لتقوية موقفها داخليا وخارجيا". ورأت عشراوي ان السلطة الفلسطينية وراءها الدول العربية يجب ان تطالب الولاياتالمتحدة بشكل واضح باعلان "ما هو المطلوب فورا، اي ان على اسرائيل ان تبدأ فورا بوقف العدوان ورفع الحصار وانقاذ الشعب الفلسطيني من الارهاب اليومي المتصاعد والمدروس الذي يتعرض له وعدم الانتظار لحين تنتهي الولاياتالمتحدة بتحالفها العالمي من "مهمتها" في افغانستان لان حكومة ارييل شارون تعمل على مدار الساعة ومن دون توقف لتدمير مقومات حياة الشعب الفلسطيني ومؤسساته التي شارفت على الاختفاء ولم يعد لها فعالية في كافة الميادين". وشددت على ان الوضع الحالي وضع امام العرب والفلسطينيين فرصة للتحرك في الساحة الاميركية يجب اغتنامها وعدم تفويتها. واوضحت ان "الادارة الاميركية تخلصت ولو موقتا، من ضغط اللوبي الصهيوني في الكونغرس الاميركي. الآن الكونغرس لا يريد ان يدخل في مواجهة مع الادارة الاميركية في حين ان الادارة الاميركية لم ترغب قبل احداث 11 ايلول سبتمبر ان تدخل في مواجهة مع الكونغرس الذي زايد في سياسته المعادية للفلسطينيين على شارون ذاته قبل هذا الحدث الذي لم تكتف اسرائيل باستغلاله على الساحة الاميركية، وانما اختطفت ايضا السياسة الخارجية الاميركية". وحذرت عشراوي من عدم استثمار الوضع الراهن بالسرعة الممكنة "لان اسرائيل لا تترك الأمور لتأخذ مجراها، بل تدخل على الخط لتحاول ايقافها". وذلك في اشارة الى القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية امس بتشكيل ثلاث لجان استراتيجية للعمل في الساحة الاعلامية والمؤسساتية العالمية لابعاد مسؤوليتها عما يحدث بسبب الانحياز الاعمى الذي طالما التزمته واشنطن الى جانب الدولة العبرية. ودعت عشراوي الى بلورة "سياسة استراتيجية عربية موحدة بشكل فعلي الان استعدادا لخطورة المرحلة الحالية.