وصف وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد العمليات التي تمت ضد أفغانستان بأنها "ناجحة جداً" وقال إنها أدت إلى إصابة عدد من القواعد ونظم الدفاع الجوي التابعة ل "طالبان"، غير أنه أضاف إنه من غير الممكن القول علي نحو دقيق أنه قد تم تدمير العشرات من القواعد والمرافق التى أستهدفت. وشدد رامسفيلد على "إن النصر النهائي سيأتي عندما تنهار المنظمات الإرهابية من داخلها". ويتسم هذا التقويم بالواقعية إلى حد بعيد، لأنه ينطوي على إعتراف بأن الحرب قد تطول أكثر مما توقعه بعض الخبراء. ولأن هذه الحرب وصفت دائماً بأنها "من نوع جديد" فإن الخبراء العسكريين وخبراء الإستراتيجية الأميركيين لا يكلّون من التحذير من الخلط بين مراحل هذه الحرب والمهمات الواقعية الممكن إنجازها في كل مرحلة. هدف مراوغ وإذا كانت المرحلة التي بدأت تهدف الى ضرب مراكز التحكم والسيطرة والقواعد والدفاعات الجوية التابعة ل "طالبان" كذلك معسكرات التدريب وتجمعات المقاتلين، فإنه من المرجح أن تستمر الهجمات على المنوال نفسه لأيام أخرى ولكي يجرى تقويم آخر للنتائج. ويعد هذا وفقاً لتقرير سياسي - عسكري حصلت "الحياة" على نسخة منه شرطاً لازماً للدخول في المرحلة الثانية وتحديد أهدافها بدقة. ويقول التقرير ذاته إن طبيعة الخصم كهدف مراوغ وسريع الحركة تتطلب ضرورة الإنطلاق من منظور شامل للإقليم ككل، والإستفادة من التأييد الدولي ومن رغبة وإستعداد المعارضة الأفغانية في تصعيد عملياتها العسكرية لتهيئة الوضع لإقامة نظام سياسي جديد في أفغانستان على وجه السرعة لئلا يتم تعريض كل من باكستان وأوزبكستان لخضات قد تهدد أمنهما وإستقرارهما. ويعني ذلك أن يتم تحديد المهمات على النحو الآتي: 1 - توخي الحرص الشديد عند إختيار الأهداف وتجنب إصابة المدنيين. 2 - زيادة التنسيق الميداني بين القوات الأميركية وقوات تحالف المعارضة الشمالي وزيادة الدعم العسكري المقدم اليها لتعزيز قواتها لتمكينها من القيام بعمليات واسعة ضد قوات "طالبان" بغية تقليص الرقعة التي تسيطر عليها "طالبان"، وللسيطرة كذلك على كابول ومحيطها وعلى الأراضي الواقعة بين أفغانستان وطاجيكسان. 3 - تأمين سيطرة التحالف على كل منطقة تقوم القوات الأميركية بتمشيطها على أن تقتصر مهمة القوات الأميركية على هذه المهمة وعلى هدف أسر أعضاء من تنظيم "القاعدة"، وذلك لكي لا يتم إستدراج القوات الأميركية الى حرب عصابات. 4 - توفير حوافز متعددة لتشجيع بعض الوحدات التابعة ل "طالبان" على الإنشقاق عن قيادتها والإنضمام الى التحالف الأميركي - الأفغاني المناهض ل "طالبان". ويتطلب هذا قيام وحدات أميركية خاصة بإجراء تقويم ميداني لما حققته الهجمات على الأرض وللبدء في تعقب قوات "طالبان" وتنظيم القاعدة، وتوزيع كميات من المواد الغذائية والأدوية وأجهزة الترانزستور في المناطق الخاضعة ل "طالبان" وكذلك إشهار أن هدف هذه الحرب هو تحرير أفغانستان من حكم "طالبان" وإقامة نظام حكم جديد بكل ما ينطوي عليه ذلك من مهمات بناء الأمم كركيزة وكجزء من إستراتجية بناء الإستقرار في المنطقة برمتها.