شهدت ساحة النجمة في وسط بيروت على مدى خمسة أيام معرض لوحات ومنحوتات نفذها أطفال لم تتخط أعمارهم الاثني عشر عاماً، تمحورت اعمالهم الثمانين حول "بيروت مدينتنا" كما نقلتها عيونهم ورسمتها ريشتهم ونحتتها أياديهم الصغيرة. في ساحة النجمة التي تغص بالمقاهي والمارة انتشرت الأعمال عاكسة خيال أطفال بيروت ونظرتهم الى مدينتهم. اضافة الى الأعمال المعروضة لفت محترف صغير للرسم في المكان نفسه، تناول فيه العارضون الريش والألوان وابتكروا رسومات أخرى من خيالهم، حتى الأطفال زائرو المكان شاركوا برسومات، كان عليهم الاختيار بين حملها معهم الى المنزل أو ضمها الى الأعمال المعروضة. والجدير ذكره ان هؤلاء الأطفال عملوا تحت اشراف مدربتهم ساندرين أبي حيدر، وينتمون الى "الأكاديمية الصغيرة" التي أسستها رانيا طباره في بيروت منذ ثلاث سنوات ناقلة الفكرة من فرنسا. الاكاديمية هي للصغار ما بين 4 سنوات و12 سنة متخصصة في تعليم الرسم والنحت للأطفال الموهوبين في هذين الميدانين اضافة الى التمثيل. دورها تربوي وتوجيهي في صقل هذه المواهب الصغيرة والواعدة، وتعويدها على التعبير بحرية والابتكار وتوسعة الخيال ونقد أعمال فنانين أجانب ولبنانيين لناحية الألوان وتمازجها وموضوعها طبقاً لمستوى الاعمار والتفكير. المعرض سنوي ل"الاكاديمية الصغيرة" التي اختارت هذه السنة ساحة النجمة ليراها الأطفال بريشتهم ويمحوا ذكريات حرب مرت بها.