تسعى تونس وليبيا الى إحياء صيغة الحوار بين البلدان المشاطئة للحوض الغربي للمتوسط والمعروفة ب"حوار 5"5" وتضم كلاً من اسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال ومالطا من الجانب الأوروبي والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا من الجانب المغاربي. وانطلق الحوار في نابولي العام 1990 على مستوى وزراء الخارجية لكنه علق في أعقاب اخضاع ليبيا للعقوبات الدولية في العام 1992 بعد أربعة اجتماعات وزارية. وأفادت مصادر مطلعة ان تعثر "مسار برشلونة" الأوروبي - المتوسطي بسبب الانعكاسات المباشرة لانهيار مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط هو الذي حفز التونسيين والليبيين على البحث عن قناة بديلة لتطوير الحوار السياسي والاقتصادي مع الشركاء الرئيسيين للمنطقة المغاربية. وأوضحت المصادر ان التنسيق لإحياء مسار "5"5" كان احدى نقاط الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية التونسي حبيب بن يحيى وأمين وزير الوحدة الافريقية الليبي علي عبدالسلام التريكي أثناء زيارة الأخير لتونس أخيراً في اطار الاجتماعات الدورية للجنة التنسيق الوزارية المشتركة المتخصصة بالشؤون السياسية والديبلوماسية. وأضافت ان العواصم الأوروبية المعنية لم تبد اعتراضات جوهرية على معاودة لقاءات "5"5" بعد تعليق العقوبات الدولية في حق ليبيا وضمها رسمياً الى مسار برشلونة في اجتماع مرسيليا الخريف الماضي.