رأت مصادر ديبلوماسية غربية ان مشاركة ليبيا في المؤتمر الوزاري الأوروبي - المتوسطي المقبل "سابق لأوانه"، إلا أنها توقعت عودة وشيكة لليبيا الى مؤسسات الحوار الاقليمية بعد تسوية ملفي حادثي الطائرتين الفرنسية والاميركية اللتين يشتبه بأن ليبيين لهما علاقة في تفجيرهما فوق صحراء النيجر وقرية لوكربي في اسكوتلندا. واستبعد السفير الفرنسي في تونس الاميرال جاك لانكساد اشراك ليبيا في اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين والمتوسطيين الذي يطلق عليه "برشلونة - 3" والذي تستضيفه شتوتغارت المانيا الشهر المقبل، لكنه أكد لپ"الحياة" ان ليبيا في طريقها الى استعادة مكانها في المجتمع الدولي. وتقاضي محكمة جنائية فرنسية الثلثاء المقبل الليبيين المشتبه بضلوعهم في عملية تفجير طائرة ركاب فرنسية تابعة لشركة "يو.تي.آي" فوق صحراء النيجر في 1988. وتوقعت مصادر قضائية ان ينال المتهمون، في حال دانتهم المحكمة، العقاب الأقصى الذي تخوله القوانين الجزائية كون المتهمين الغائبين ينالون عادة من المحاكم الحد الأقصى من القرارات القضائية مع ترك المجال مفتوحاً أمامهم للمثول أمام القضاء ومراجعة القرار القضائي. إلا ان السفير لانكساد أكد ان استكمال المرحلة القانونية من تسوية ملف طائرة "يو.تي.اي" قريباً سيفسح في المجال أمام التعاطي السياسي مع القضية. ويتزامن التقدم في حل ملف الطائرة الفرنسية مع تقدم مماثل في تسوية ملف الطائرة التابعة لشركة "بان آم" الاميركية التي انفجرت فوق لوكربي في 1989 والتي يشتبه الاميركيون والبريطانيون بضلوع الليبيين عبدالباسط المقراحي والأمين خليفة فحيمة في تفجيرها. وأمكن تحقيق تقدم في طريق تسوية الملف قضائياً بعدما قام الأمير بندر بن سلطان والموفد الجنوب افريقي جيكس غيروبل بوساطة أسفرت عن اعطاء ضمانات لليبيين بأن المحاكمة لن تستهدف النظام الليبي وانما ستقتصر على العنصرين المشتبه بهما. ورأى ديبلوماسيون مطلعون ان التدرج نحو حل سياسي - قانوني يؤدي الى تعليق العقوبات التي قررها مجلس الأمن الدولي في حق ليبيا قريباً لن تترتب عليه اعادة ليبيا فوراً الى مؤسسات الحوار الاقليمية وفي مقدمها مسار برشلونة الأوروبي - المتوسطي وان كانت عملية اندماج الليبيين في هذا المسار مطروحة على المدى المنظور كون الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا تخلت عن اعتراضها في هذا الشأن. وأشارت المصادر الى ان الأوروبيين الجنوبيين فرنساوايطاليا واسبانيا لا يعارضون عودة ليبيا الى الأطر المتوسطية على رغم اقصائها من مؤتمر برشلونة في 1995 والمؤتمرين اللاحقين في مالطا وايطاليا كونها كانت شريكاً في حوار "5"5" المغاربي - المتوسطي الذي انطلق من ايطاليا في 1990، وضم الى بلدان الاتحاد المغاربي كلاً من فرنساوايطاليا واسبانيا والبرتغال ومالطا، وجرى تعليقه بعد المؤتمر الوزاري الرابع بسبب تفجر أزمة لوكربي في 1992 بين ليبيا وكل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا.