إنتهت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لموسكو من دون تحقيق نتائج بعدما فشلت اللجنة الحكومية الروسية – الإسرائيلية المشتركة في تقريب المواقف في الملفات الخلافية وتسوية المشاكل العالقة. واكتفى الطرفان بتبادل عبارات مجاملة، وأعلنا سعيهما الى «مواصلة تعزيز التقارب». وتأتي الزيارة في وقت كشفت مصادر سياسية إسرائيلية ان موسكو أجهضت اقتراحاً أميركياً يقضي باعتراف اللجنة الرباعية الدولية باسرائيل «دولة يهودية» وضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى حدودها. وافادت صحيفة «هآرتس» ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اقترحت خلال مكالمة هاتفية الخميس ما قبل الماضي مع الدول الاعضاء في اللجنة الرباعية غداة اعلان اسرائيل الوقف الجزئي والموقت للاستيطان لمدة 10 اشهر، إصدار بيان مشترك عهد صوغه الى طاقم برئاسة مساعد الموفد الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط ديفيد هيل. وبحسب الصحيفة، تضمنت مسودة البيان الدعوة الى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة من اجل التوصل الى اتفاق سلام «يحقق الهدف الفلسطيني باقامة دولة مستقلة قابلة للحياة على أساس حدود العام 1967 مع تبادل أراض متفق عليها (اي ضم الكتل الاستيطانية الكبرى لاسرائيل في مقابل تعويض الفلسطينيين بأراض بديلة)، وتحقيق الهدف الاسرائيلي لدولة يهودية ذات حدود آمنة معترف بها تعكس التطورات على الارض وتلبي المطالب الامنية الاسرائيلية». غير ان الروس رفضوا هذا النص، معتبرين ان الاشارة الى الحدود المستقبلية يشكل «تحديداً مسبقاً لنتائج المفاوضات»، كما أكدوا رفضهم اعتبار إسرائيل دولة يهودية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله: «لم نتراجع عن نيتنا نشر بيان الرباعية، لكن لم يكن هناك إجماع في اللجنة، وفي وضع كهذا لا يمكن نشر البيان». في غضون ذلك، أجرى ليبرمان في ختام إجتماعات اللجنة الروسية - الاسرائيلية في موسكو أمس جلسة محادثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أكد خلالها توجهاً إسرائيلياً لتوطيد العلاقات مع الروس في كل المجالات، مشيراً إلى «قاعدة بشرية قوية تحتم علينا مواصلة تعزيز التعاون». ودعا بوتين لزيارة إسرائيل العام المقبل، ورحب الأخير بالدعوة، مؤكداً أن علاقات موسكو وتل أبيب شهدت تطوراً إيجابياً خلال العام الأخير. يذكر أن ليبرمان يقود توجهاً داخل الحكومة الإسرائيلية لتعزيز ما يسمى «التحالف الإستراتيجي مع روسيا»، لكن وسائل إعلام في موسكو لفتت أمس إلى أن عبارات المجاملات التي تبادلها الطرفان خلال اللقاء هدفت إلى التغطية على فشل الزيارة في تحقيق أي من أهدافها، خصوصا أن الجانب الإسرائيلي أخفق في إقناع الروس بإعادة فتح قنصليتين في سان بطرسبورغ ونوفوسيبيرسك، بل إكتفى نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف بالإشارة إلى أن موسكو «تفكر في الموضوع» . كما فشل ليبرمان في إعادة تسيير الرحلات الجوية المتوقفة بين ميناء سوتشي الروسي على البحر الأسود وإسرائيل. وكانت هذه الرحلات توقفت بعدما رفضت السلطات المحلية جنوب القوقاز الروسي شروطاً إسرائيلية تقضي بوجود ضباط أمن إسرائيليين على متن الرحلات، معتبرة ان التوجه الإسرائيلي يشكل خرقاً للأمن الوطني الروسي. وعندما شددت تل أبيب على عدم تراجعها عن القرار، أوقفت السلطات الروسية المحلية كل الرحلات الجوية من المنطقة. وفي مقابل الفشل في تحقيق أهداف الزيارة، تشدد ليبرمان في مواقفه حيال إيران، وقال في مقابلة صحافية إن اسرائيل تدرس كل الخيارات على خلفية رفض طهران مقترحات المجتمع الدولي بالنسبة الى تخصيب اليورانيوم.