باريس - رويترز، أ ف ب - اعلن محققون فرنسيون أمس للمرة الاولى ان قطعة معدنية، يعتقد بأنها لعبت دوراً في كارثة طائرة "الكونكورد" الفرنسية في تموز يوليو الماضي، كان مصدرها طائرة تابعة لشركة "كونتيننتال آرلاينز". وانتقدوا في تقرير رسمي عمليات صيانة الطائرة الاميركية. واكد "مكتب التحقيقات في الحوادث الجوية" في آخر تقرير له عن الحادث الذي اودى ب 113 شخصاً في 25 تموز الماضي قرب باريس، الفرضية الأصلية وهي ان انفجار احد اطارات "الكونكورد" كان السبب في اشتعال النيران بالطائرة وسقوطها. وقال المكتب ان الاطار المعني قُطع اثر تدحرجه فوق قطعة معدنية صغيرة عُثر عليها ملقاة على المدرج. واكد المحققون للمرة الاولى تقارير أفادت أن هذه القطعة سقطت من طائرة من طراز "دي سي -10" تابعة لشركة "كونتيننتال آرلاينز" كانت اقلعت قبل خمس دقائق من مطار شارل ديغول في باريس. واشاروا الى ان القطعة رُبطت حسب ما يبدو بالطائرة الاميركية خلال تصليحات اُجريت في هيوستن قبل 16 يوماً من وقوع الكارثة. ويمكن لهذا الاستنتاج ان يلعب دوراً مهماً في المعركة التي تدور حالياً في محاكم فرنسية، اذ تسعى "آر فرانس" وشركات تأمين الى مقاضاة "كونتيننتال آرلاينز" لدورها المزعوم في الحادث. وقال ناطق باسم الشركة الأميركية في لندن امس انه لم يُسمح لشركته بفحص القطعة المعدنية المفقودة، وبالتالي لا تستطيع ان تؤكد ما اذا كانت فعلاً من طائرة "دي سي -10" التابعة لها أم لا. وافاد التقرير الفرنسي الرسمي ايضاً ان ستة حوادث في الاطارات "أدت حتى الآن الى احداث فجوات في خزانات وقود" طائرات "الكونكورد" التابعة لشركتي "آر فرانس" و "بريتش آرويز" البريطانية قبل وقوع الحادث الاخير. واحصى 57 حالة انفجار او تنفيس اطارات منذ وضع هذا النوع من الطائرات، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، في الخدمة. وأوضح أنه من أصل الحوادث الستة التي وقعت بين 1979 و1993، نتج خمسة فقط من انفجار الاطارات، فيما وقع حادث آخر بسبب تعرض آحد الاطارات لفقدان "عشرة براغ"... ومع ذلك "لم يتم الافادة الا عن حالة واحدة من حالات حدوث فجوات في خزانات الوقود بسبب تطاير قطعة من المطاط"، فيما حصلت الفجوات الاخرى بسبب قطع اخرى مختلفة. وحدثت اربعة من هذه الحوادث عند الاقلاع. ونتج الحادث الاخير من تنفيس اطار بينما كانت الطائرة تسير بسرعة كبيرة. وتعود احدى الحالات الى اصابة اطار باضرار نتيجة اصطدامه بجسم ما على المدرج وحالتان اخريان الى انفجار اطار لم تتضح اسبابه. ووقع حادث اخر لحظة الهبوط. وكان عائداً في هذه الحالة الى توقف عمل نظام المكابح. وحصل الحادث الاخير بينما كانت الطائرة تقلع من المدرج ونتج من توقف عمل نظام المكابح ايضاً. وأشار مكتب التحقيقات الى ان "أياً من الحوادث التي أحصيت لم يظهر ان هناك تصدعاً في خزان للوقود او اندلاع النار فيه". واعتبر ان خزان وقود ا"لكونكورد" التي سقطت في تموز قد يكون انفجر من الداخل بسبب "ذبذبة حدثت عبر وقود الكيروسين" تسببت فيها مخلفات اطار "تشقق" بفعل قطعة معدنية حادة خلفتها طائرة "دي سي - 10".