} لم تنفع دقات "الطبلة" و"الدف"... وهتافات أبناء الجالية المغربية أولاً ثم بقية الجاليات العربية في استمرار تأجج الحلم العربي، وتوقفت مسيرة البطل المغربي هشام ارازي في بطولة "قطر اكسون موبيل" الدولية المفتوحة لكرة المضرب المقامة حالياً في الدوحة، والبالغة قيمة جوائزها مليون دولار. وخرج أرازي من الدور ربع النهائي إثر خسارته أمام الفرنسي نيكولاس اسكوديه 3- 6 و1- 6 في ساعة و12 دقيقة. وعلى رغم الحضور المميز للجماهير في مباراة أرازي - اسكوديه، بيد أن ظاهرة غيابها عن المباريات في شكل عام باتت من الألغاز المحيرة للبطولة. حلم المغاربة كثيراً، ومعهم طبعاً كل العرب، بأن يتمكن المغربي هشام أرازي من تخطي عقبة منافسه الفرنسي نيكولاس اسكوديه والتأهل للدور نصف النهائي من بطولة "قطر اكسون موبيل" الدولية المقامة حالياً على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والإسكواش" وتختتم غداً في الدوحة. لكن الأحلام وحدها لم تكن كافية، ولا حتى الهتافات المغربية التي صاحبت المباراة ولا حتى دعوات والدة ارازي التي تضمنتها هتافات الجماهير "بولا بولا حمرا... لا لا لا... هشام قالت لك أمك سير الله يرضى عليك" كان لها أي تأثير في أداء ارازي الذي وقع في أخطاء سهلة كثيرة كلفته الخروج من الدور ربع النهائي. وعلى رغم أن البداية كانت في مصلحة ارازي، بيد أنه سرعان ما وضع الفرنسي الأمور في نصابها الصحيحة وفرض سيطرته التامة على مجريات المباراة. ولم يقدم المغربي أفضل من التعادل 3- 3 في المجموعة الأولى التي خسرها 3- 6... وهو انهار تماماً في الثانية ولم يلقَ اسكوديه، الذي أثبت جدارته تماماً، أي صعوبة في الفوز بها 6-1. وكان ارازي قد وصل الى الدور ربع النهائي إثر فوزه على الفرنسي ارنو دي باسكوال 6- 4 و7- 5، في حين تأهل اسكوديه الى الدور ذاته بتغلبه على مواطنه جوليان بوتيه 6- 3 و6- 4. وكان عقد الدور ربع النهائي قد اكتمل بانتهاء مباريات اليوم الرابع، وتأهل الروسي يفغيني كافلنيكوف حامل ذهبية سيدني والمصنف أول بفوزه على السويدي فريدريك يونسون الصاعد من التصفيات 6- 3 و7- 6 7- 3. وصعد الألماني نيكولاس كيفر المصنف ثانياً بتغلبه على الإسباني أليكس كالاترافا 6- صفر و7- 6 7- 2... وفاز التشيخي بوهدان اوليراخ على السويسري مارك روسيه 6- 2 و6- 3... والبيلاروسي فلاديمير فولتشكوف على مواطنه ماكس ميرنيي 4- 6 و6- 3 و7- 5. ومن خلال هذه المباريات، أثبت كافلنيكوف أنه المرشح الأبرز لإحراز اللقب كما صبت الترشيحات من قبل، لأنه قدّم عرضاً رائعاً أمام يونسون لكنه بدا متعباً بعد المباراة. وهو قال: "كانت المباراة قوية وجيدة المستوى واتسمت باللعب من الخط الخلفي للملعب. البداية كانت قوية وانتزعت المجموعة الأولى من دون عناء كبير، بيد أن منافسي لعب بشكل رائع في المجموعة الثانية. وأكد الروسي ان الترشيحات التي تصب في مصلحته لم تأتِ من فراغ "أملك فرصة كبيرة للفوز باللقب وتحسين ترتيبي في تصنيف اللاعبين المحترفين، وأعتقد أنني قدمت الى الآن ما يؤهلني لذلك". أما كيفر، فأعرب عن سعادته بالفوز والمستوى المقنع الذي قدّمه بعد 8 أسابيع من الراحة بسبب الإصابة، وعن المباراة، قال: "فزت بالمجموعة الأولى بسهولة، لكن الوضع تغير في الثانية التي كانت قوية، واضطررت الى أن أقاتل على كل كرة لأفوز بها". لغز البطولة ولا يزال الغياب الجماهيري عن مدرجات "مجمع خليفة الدولي للتنس والإسكواش" يثير التساؤلات، خصوصاً أن عدد الحضور في أي مباراة لم يتعد 200 شخص باستثناء لقاء ارازي - اسكوديه الذي شهده نحو 600 متفرج من المستحيل أن يعودوا مجدداً بعد خسارة اللاعب المغربي. وعلى رغم أن البطولة فرضت ذاتها بقوة بين الدورات العالمية، إلا أن غياب الجماهير عن النسخة التاسعة شكل "صفعة" كبيرة لهذه الدورة المهمة جداً إن على صعيد التنظيم والجوائز المالية الضخمة والنقاط الكثيرة في تصنيف اللاعبين، أو لكونها محطة مؤثرة جداً في طريق الاستعدادات لدورة استراليا المفتوحة، إحدى البطولات الأربع الكبرى. واللافت، أن المنظمين حاولوا جاهدين منذ انطلاقة البطولة الأولى أن يهيئوا المناخ الملائم للحضور الجماهيري المميز وهو ما تحقق من خلال البطولات الثماني السابقة. ويأمل المنظمون بتحسن الحضور الجماهيري اليوم وغداً على اعتبار أنهما سيشهدان الدورين نصف النهائي والنهائي. ورأى البعض أن ارتفاع أسعار بطاقات الحضور التي يتراوح ثمنها بين 100 و500 دولار للبطاقات الموسمية من أهم الأسباب التي حالت دون إقبال الجماهير على المباريات، لكن علي الفردان رئيس الاتحاد القطري لكرة المضرب رئيس اللجنة العليا المنظمة اعتبر أن أسعار البطاقات "غير مرتفعة لأنها الأرخص في العالم". وأرجع العزوف الجماهيري الى أن "معظم العائلات قضت إجازات أعياد الفطر المبارك والميلاد المجيد ورأس السنة في الخارج. كما أن الطلاب مرتبطون بامتحاناتهم. ولا ننس سوء التنسيق بين الاتحادات القطرية لأن أكثر من نشاط يقام في توقيت البطولة ذاته ما أثر في شكل واضح في الجماهير من جهة والإعلام المحلي الذي وجد نفسه مشتتاً بين أكثر من حدث مهم من جهة أخرى". وأضاف أن "الجاليات الثلاث الأساسية في قطر هي البريطانية والأميركية والفرنسية، ولم يشارك أي لاعب بريطاني بعد اعتذار غريغ روسيدسكي في اللحظات الأخيرة. كما أن اللاعبين الأميركيين يجدون مشقة في الحضور الى الدوحة ثم التوجه منها الى ملبورن إذ يفضلون السفر مباشرة من الولاياتالمتحدة الى استراليا. في حين تأثرت الجالية الفرنسية بالخروج الباكر للاعبها فابريس سانتورو، فغابت بدورها". الطريف أنه لدى سؤال الألماني كيفر عن رأيه في الغياب الجماهيري قال: "الحضور الجماهيري لا يهمني في شيء، وأنا لا أهتم إلا بحضور 4 أشخاص فقط هم والدي ووالدتي ومدربي وخطيبتي"! المتطوعات القطريات وعلى صعيد جديد هذه البطولة، حرصت الفتاة القطرية على إثبات تميزها في هذه المناسبة. وتشرف على تشغيل لوحة النتائج الإلكترونية قطريات يشاركن للمرة الأولى في أعمال فنية وتنظيمية، وهن شددن على ضرورة انخراط الفتاة القطرية في تنظيم مثل هذه البطولات "إننا نشجع بنات بلدنا على التطوع في مثل هذه البطولات لتقديم الخدمات والتسهيلات للضيوف والمشاركين والزوار من أجل إبراز الدور المهم الذي تقوم به القطريات في خدمة المجتمع". ونادت الفتيات اللائي فضّلن عدم ذكر اسمائهن بضرورة حضور الطالبات الجامعيات مباريات هذه البطولة والتطوع للقيام بأعمال تنظيمية خلالها شريطة أن يحافظن على عاداتهن وتقاليدهن الشرقية الأصيلة "وفي هذه الحال سينظر الى الفتاة القطرية نظرة جيدة، وستجد من يشجعها ويشد من أزرها على القيام بالأعمال التطوعية من أجل خدمة الوطن". ومن جانبه، أكّد علي الفردان ان المرأة القطرية ستحظى بدور أكبر من خلال البطولات التي ينظمها اتحاده مستقبلاً، وبدءاً من بطولة قطر الدولية المفتوحة للسيدات المقررة من 12 الى 18 شباط فبراير المقبل، وهي أول بطولة نسائية كبرى تقام في الشرق الأوسط.