عني الناقد العراقي فرج ياسين باستخدام الأسطورة في القصة العراقية الحديثة لا بوصف الأسطورة مرجعية تاريخية ومضمونية وإنما بوصفها "شكلاً حكائياً يوظف في النص". وكتابه الصادر حديثاً في بغداد عن "دار الشؤون الثقافية العامة" هو في الأصل رسالة جامعية لنيل الشهادة العليا في النقد الأدبي وحمل عنوان "توظيف الأسطورة في القصة العراقية الحديثة". في الفصل الأول حاول الناقد أن يحيط بموضوعه من خلال بحثه في: الأسطورة مفهوماً، الأسطورة في المنظور الأنثروبولوجي والنفسي، النقد الأسطوري، أساليب التوظيف، التوظيف والرموز الأسطوري، الأسطورة والأشكال الفولكلورية، التوظيف الأسطوري في التراث الشعبي وحداثه التوظيف الأسطوري. واستطاع ياسين الكشف عن المصادر الأساسية المهمة التي حاولت "الكشف عن مفهوم الأسطورة ومهمتها والوظائف التي ترمي إليها ولا سيما بعد توجه الآداب والفنون إليها بغية الإفادة من تراثها في تعميق وتجسيد الطرائق المتباينة في التعبير عن التجربة الإنسانية في تشكلاتها الفنية" كما تقول الناقدة بشرى البستاني في تعريفها بالكتاب. وكي لا يغدو بحث الناقد "ضمن إطار نظري بحت" فإن الفصلين الثاني والثالث تضمنا مقاربة نصية لثلاثة من كتّاب القصة في العراق "وظّفوا الأسطورة" في نتاجهم اللاحق وهم: الراحل محمود جنداري ومحمد خضير وجليل القيسي الذين عملوا "على تحديث اساليب القص وآليات السرد وفتحوا فن القصة على آفاق جديدة".